حمد عبدالعزيز الكنتي سيد البشر في حضرته تخشع الكلمات، وتتسابق العبارات نحو مدحه، وينتعش الذهن، وتسمو الروح، وتسعد النفس، ويفرح الوجدان، ويبتهج الجنان، وتبتسم الحياة، فهنا نحن في محراب سيد البشر، قف هنا وتأمل سيرة هذا النبي الأمي، هذا النبي الذي اشتاق لنا، وحن لنا كيف لا والله يقول فيه (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم) فأي شرف لنا بعد ذلك. وقفة صادقة شجية، وخلوة هادئة مع سيرته العطرة، سيرة هذا النبي الذي لا تتم صلاتنا إلا بالصلاة عليه، هذا النبي الذي أحبنا وأشفق علينا حينما قال يوم غزوة بدر في ابتهالاته الملحة لربه (يارب أن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض) وأي عناية بنا بعد هذا ونحن نستحضر هذه الأيام ذكرى بدر. هذا النبي الذي اشتاق لنا حيث قال "أشتقت إلى إخواني" قالوا: أو لسنا إخوانك؟ قال: أنتم أصحابي، إخواني قوم يأتون بعدي يؤمنون بي ولم يروني) والله وبحق تعجز كلماتي عن وصف حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذا النبي الذي يخاف علينا ويسعى للتخفيف علينا ودائما يقول صلى الله عليه وسلم (لولا أن أشق على أمتي) وقصة المعراج حينما كرر العودة إلى ربه ليخففها من خمسين صلاة إلى خمس صلوات، كم أحبك يا علم الهدى ومنقذ البشر. هذا النبي الذي علمنا كل شيء، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) بأبي أنت وأمي يا رسول الله. والله إني أخاف وأنا أرى قول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يتم إيمان أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه التي بين جنبيه) فيارب أشهدك أني أحب رسولك، ويارب احشرنا جميعا في زمرته واسقنا من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبدا.