تعتبر البسطات الشعبية في جازان أحد الظواهر والعادات الرمضانية المميزة، التي تشهدها جازان في الأسواق الشعبية، إضافة إلى بسطات أخرى في ساحات سوق الخضار والفاكهة ووسط الأحياء بجانب سوبر ماركيت كثير من المحافظات والقرى، حيث تعتبر مصدر رزق موسميا لكثير من العائلات من ذوي الدخل المحدود. وتتنوع أنشطة تلك البسطات والتي تبيع الملابس الجاهزة والأقمشة والعطور والأواني المنزلية والإكسسوارات وألعاب الأطفال، وأخرى لبيع الوجبات الخفيفة مثل البليلة البطاطس المقلية والكنافة والشاي والعصيرات والمياه المبردة للمتسوقين. ويحرص كثير من أهالي المنطقة خصوصاً الشباب وبعض الوافدين على استغلال مواسم التسوق في رمضان والحركة الشرائية الموسمية من كل عام، كما يختارون منذ وقت مبكر المواقع المميزة والتي يرتادها المتسوقون وتجهيزها بالكامل قبل حلول الشهر الكريم. ووصف الشاب منصور سالم، بأنه يحرص كل عام على استغلال الإجازة الصيفية لعمل مشروع بسطة صغيرة لبيع البطاطس المقلية والحلزونية والعصيرات المثلجة وكيكة السوفلية والفشار والمشروبات الغازية. وأشار إلى أن مثل هذه المشاريع التي يستهين بها البعض ولكنها تدر عليهم بالخير الوافر، وهي الطريق الحقيقي للنجاح وإكساب صاحبها الخبرة التجارية من مبدئها الحقيقي. أما وحيد نسيب وهو مواطن خمسيني فاستغل بسطته الرمضانية بحي البلد لبيع المقليات مثل السمبوسة والمخلوطة في رمضان والليل لبيع البطاطس المقلية، أوضح أن البسطة هي مصدر رزقه وعائلته الوحيد طوال العام فلذلك يعمل ابنه الأكبر معه في إدارتها، مشيرا إلى أنه حرص منذ وقت مبكر لتجهيزها وتوفير جميع الطلبات لزبائنهم، إضافة إلى إنشاء صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك لتسويق الأصناف التي يقدمها لاستقطاب الكثير من مشتركي الصفحة، إضافة إلى تخصيص رقم لتوصيل للطلبات المنزلية. وبين نسيب أن هناك كثيرا من الزبائن يحرصون على الشراء اليومي للمقليات التي يقدمها، مؤكدا أنه يحرص وبشكل يومي على متابعة مستوى النظافة وتغير زيت القلي، ويرى ذلك هي الأمانة الحقيقة أمام زبائنه والتي يجب عليه أن يوفي بها لهم. من جهة أخرى، يحرص الكثير من أبناء الأحياء على عمل بسطات لبيع البليلة التي تظهر فقط في شهر رمضان من كل عام، والتي يحرص الكثير من الأهالي على شرائها والاستمتاع بمذاقها الرائع خصوصاً في ليالي رمضان، كما يعتبرها الكثير منهم بأنها "نقنقة" الصائمين بعد الإفطار. وطالب محمد صالح، الجهات المعنية مثل البلديات وجمعيات الأسر المنتجة أن تدعم وتشجع أصحاب هذه البسطات من أجل الحفاظ على هذا الموروث القديم الذي عرفت به المنطقة، علاوة على ذلك فهو مصدر رزق للكثير من الأسر والشباب ويعتمدون عليها في تأمين متطلبات شهر رمضان والعيد، كما تشغل أوقات الشباب الذين يعملون في استغلال أوقاتهم بما يفيدهم.