تصادم اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ خلال جلسة استماع عقدتها إحدى لجان المجلس التشريعي أول من أمس لمناقشة ما ينبغي أن يكون عليه موقف الكونجرس من معتقل جوانتانامو. فقد قدم رئيس اللجنة القضائية السيناتور ريتشارد دوربن مداخلة مطولة قال خلالها: "كلما ظل هذا المعتقل مفتوحا ساءت علاقتنا بحلفائنا، ووجد خصومنا ذريعة للتشهير بنا ومهاجمة مدى التزامنا بميثاق حقوق الإنسان. وفي المقابل فإن على شخص عاقل واحد أن يوضح لي الفائدة التي يمكن أن نحققها من الإبقاء على هذا المعتقل الذي لا يمكن اعتباره قانونيا أو إنسانيا أو حتى مساعدا في مواجهتنا للارهاب". ورد السيناتور تيد كروز على زميله بقدر من الحدة قائلا: "الفائدة من المعتقل أنه يضم بين أسواره طائفة ممن تورطوا في قتل مدنيين أميركيين وغير أميركيين. الفائدة منه أنه يبعد بعض أخطر العناصر التي تخطط لاستهدافنا كما حدث في بوسطن وفي بنغازي وفي فورت هوود وفي نيويورك وفي واشنطن وفي بنسلفانيا وفي عشرات من مدن العالم الأخرى". وقال كروز: "حتى يؤكد لنا البعض بدليل قاطع أن المعتقلين لن يعودوا إلى قتل المدنيين بعد الإفراج عنهم فإن على أي عاقل أن يقدم لنا سببا مقنعا للإفراج عن هؤلاء المعتقلين الآن، إذ إنني ببساطة غير مقتنع بذلك حتى الآن". إلا أن المسؤولين الذين استدعتهم اللجنة للإدلاء بشهاداتهم دعموا إلى حد كبير موقف دوربن. فقد قال الجنرال بول أيتون الذي سبق أن تولى تدريب قوات الأمن العراقية في العقد الماضي إن المعتقل يعد سبة في تاريخ الولاياتالمتحدة. وأضاف: "جوانتانامو بقعة سوداء في سمعة الولاياتالمتحدة بالخارج وهو أيضا بقعة سوداء في سجل احترامنا للقانون وللدستور". وقال أعضاء في الكونجرس من الحزب الديمقراطي يطالبون بإغلاق جوانتانامو إن تكلفة السجن الحربي ارتفعت ارتفاعا هائلا ووصلت هذا العام إلى 2.7 مليون دولار للسجين الواحد. وأضافوا أن هذه التكلفة باهظة للغاية خاصة في ضوء عجز الميزانية الأميركية. وقالت السناتور دايان فينستاين خلال جلسة للجنة القضائية في مجلس الشيوخ بشأن جوانتانامو: "هذا إهدار هائل للمال". وأدلى النائب آدم سميث كبير أعضاء الحزب الديمقراطي في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب بشهادته أثناء الجلسة. وقال إن التكلفة الحالية لتشغيل المعتقل ارتفعت إلى 454 مليون دولار خلال العام المالي الذي انتهى يوم 30 سبتمبر، وذلك وفقا لأرقام وزارة الدفاع الأميركية. وأضاف سميث أن المبلغ الاجمالي لتشغيل جوانتانامو منذ افتتاحه في عام 2002 بلغ 4.7 مليارات دولار. يذكر أن المعتقل به الآن 166 سجينا منهم 86 أجازت السلطات الإفراج عنهم إلا أن مآلهم النهائي غير واضح بعد بالإضافة ل46 آخرين قالت السلطات إنهم مسجونون إلى أجل غير مسمى بسبب خطورتهم والباقين ممن يمرون بالإجراءات القانونية حتى الآن.