الدوام وضغط العمل.. تربع على عرش الصعوبات التي تواجه الموظفات السعوديات، في عدد من القطاعات خلال شهر رمضان، لاسيما الموظفات اللاتي تتراوح ساعات عملهن بين 5-6 ساعات مما حدا البعض منهن إلى طلب إجازة بالتزامن مع شهر الصيام هروبا من هذه الضغوط التي تلقي بظلالها على مسؤولياتها تجاه بيتها والتزاماتها بإعداد مائدة الفطور والسحور. وفيما أطلت مشكلة المواصلات للمرأة العاملة برأسها وبقوة خلال شهر رمضان، لاسيما مع الموظفات اللاتي يقمن بالاستعانة بسائق خاص يتناوب على توصيل أخريات، تتضارب مواعيد الانصراف مما يجعل الأخريات يمضين بالبحث عن بديل آخر. وتؤكد حنان عبدالرحمن ( موظفة في مجمع تجاري) على أن ضغط العمل في رمضان لاسيما في الفترة المسائية لا يجعلهن يفكرن بأخذ فترة الاستراحة المقررة لهن، على الرغم من عدد ساعات العمل التي لا تزيد عن 5 ساعات، بيد أن تزايد أعداد الزوار، بعد صلاة التراويح خصوصا، يجعل أعين المشرفات على المعارض تتركز على الموظفات في سبيل إتمام عمليات البيع وفي خدمة الزبائن والتسويق للمنتجات. بدورها أشارت منى الشويعر "موظفة بشركة بترول"، إلى أن أكبر معاناة تواجهها هي وقت الدوام، حيث يبدأ دوامها في الشركة من الساعة 7 صباحا وحتى الواحدة ظهرا، لافتة إلى تراجع الأداء والإنتاجية في هذا الشهر لاسيما في الفترة الصباحية كونها فترة صيام يصاحبها كثير من الخمول، وأكدت الشويعر على أهمية التعامل الأمثل بين الموظفات، كون الصيام يصاحبه الميل إلى العصبية والتوتر، مما يرهق الآخرين في التعامل مع من لا يستطيع التحكم بأعصابه وهو صائم. ودفع طول فترة الدوام بعض الموظفات إلى طلب إجازة بالتزامن مع شهر رمضان، وهو ما ذهبت إليه رقية باطوق ( موظفة بشركة عقارية)، مؤكدة على ضرورة أن يكون لشهر رمضان أجواء خاصة، وعلى الشركات أن تراعي الموظفات على وجه التحديد، كون وقت الدوام يتعارض مع إعداد الفطور لعائلتها ومع انصراف زوجها من دوامه أيضا، مشيرة إلى أن هناك من يضطر للخروج من دوامه حتى يقوم بتوصيل زوجته أو أخته، فيما يتزايد ضغط العمل في هذا الشهر مما يدفع الموظفات إلى طلب الإجازة خلال رمضان. وترى ابتسام المطيري "موظفة بشركة خدمية" أن العمل في شهر رمضان لا يتعلق بالإرهاق، إنما في طبيعة العمل في شهر رمضان وارتباطه بالالتزامات الأخرى، خاصة لدى المرأة العاملة التي تكون مشغولة الذهن ومشتتة بين تأدية عملها في القطاع الذي تعمل به وبين ما تحتاجه أسرتها، أو حتى مشاركتها في ما يتطلبه شهر رمضان من عمل في المطبخ والالتزامات الأسرية الأخرى التي تنشط فيه. وتلفت المطيري النظر إلى مشكلة المواصلات التي تستنزف منها وقتا لتوفير سائق بديل أو البحث عن سيارة ليموزين في كل مرة، مشيرة إلى سعيها لاستقطاع مدة من إجازتها السنوية لتقليص حجم الضغط الذي تواجهه في رمضان بسبب العمل وطبيعة شهر رمضان.