تسبب قصف القوات النظامية على مدينة حمص في وسط سوريا بتدمير مرقد الصحابي خالد بن الوليد، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون اليوم الاثنين. وياتي ذلك في وقت تدخل الحملة العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية على الاحياء المحاصرة في حمص اسبوعها الرابع، في محاولة للسيطرة على هذه الاحياء التي لا تزال خاضعة لمقاتلي المعارضة. وذكر المرصد في بريد الكتروني ان "مرقد الصحابي الجليل خالد بن الوليد دمر إثر استهدافه من القوات النظامية". وتعرض مسجد خالد بن الوليد الذي يوجد فيه المرقد ويقع في منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة، بدوره لضرر كبير. وأظهرت أشرطة فيديو بثها ناشطون على الانترنت الاثنين صورا للمسجد الذي بني ابان العهد العثماني واشتهر بمئذنتيه الشاهقتين، وقد اصابه دمار جزئي واحترقت بعض اجزائه، وصورا للمرقد المدمر. ويقول احد الناشطين في تعليق على الصور "تم قصف مسجد الصحابي الجليل خالد بن الوليد وتدمير المقام بشكل كامل". ويضيف ان التدمير تم خلال "عمليات عصابات "الرئيس السوري بشار"الأسد المجرمة بعد قصف المسجد بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة صباح اليوم". واظهرت الصور اكواما من الحجارة وقطعا معدنية في موقع الضريح الذي انهارت عليه كتل اسمنتية والواح خشبية جراء القصف. وبدا في شريط الفيديو أيضا رجل مجهول الهوية وهو يتجول قرب المرقد، منتقدا صمت العالم حيال ما يحدث في حمص. ويقول "اريد ان اقول للعالم والعرب والاسلام، ماذا سيذكر عنكم التاريخ وكيف ستواجهون رب العالمين بعد ان تم تدمير ضريح خالد بن الوليد؟". واضاف "لماذا هذا الصمت وهذا التخاذل على حمص المحاصرة؟" متابعا "ماذا تريدون اكثر من ذلك؟ ها قد تدمر مرقد خالد بن الوليد". ويخضع حي الخالدية وأحياء البلدة القديمة في حمص الى حصار خانق من القوات النظامية وقصف شبه يومي منذ أكثر من عام. ويقول نشطاء ان الجيش كثف منذ أكثر من ثلاثة أسابيع حملته لاستعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون، وحقق تقدما طفيفا. ويعد ضريح خالد بن الوليد من المواقع الدينية الهامة التي يؤمها المسلمون، وهو احدث موقع في سلسلة من المواقع الدينية والثقافية السورية التي تضررت أو دمرت في اثناء النزاع المستمر في البلاد منذ 28 شهرا. ولحق الدمار في ابريل بمئذنة المسجد الأموي التاريخي في مدينة حلب (شمال)التي مزقها النزاع، في حين احترقت أجزاء من أسواق المدينة القديمة في سبتمبر من العام الماضي.