قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي في خطبة الجمعة أمس: إن أمتنا اليوم تعصف بها المحن وتحيط بها الفتن، وإنها بحاجة إلى تعزيز الثبات في النفوس، مشيرا إلى غزوة الأحزاب أو الخندق التي وقعت في الخامس من الهجرة وكانت معركة حاسمة فاصلة, عدد قليل وأعداء كثر التقت مصالحهم ومنافعهم وأهواؤهم على كراهية الإسلام وتحزبوا لقتال المسلمين أو محاولة تشويهه لتنحيته عن الحياة, أعداء الإسلام ملتهم واحدة أياً كان منشؤهم أو معتقدهم. ومضى قائلا "تآلبت الأحزاب وحاصرو المدينة قرابة شهر وابتلي المسلمون فيها ابتلاء عظيما مع جوع شديد وبرد قارس, جمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابة يشاورهم وهو المؤيد بالوحي المسدد به ليؤصل للأمه هذا المبدأ العظيم وليكون سمة من سماته "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ"، وأضاف: الشورى تستجمع فيها طاقات العقول وتلتئم معها الخبرات وتنطلق في آفاقها الحلول والآراء النيرة ثم يأتي بعد ذلك العزم والمضي مع التوكل على الله. وفي مكةالمكرمة، قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس، إن الصيام فطم للنفوس عما أبيح لها من لذات وإلزامها بتحمل ألم الجوع وحر الظمأ وضبط لشعورها أن تتبرم أو تتأفف أو أن يبدر منها ما يحبط صيامها أو ينقص من أجرها وفي هذا الفطام للنفوس تضحيات يبذلها الصائم ابتغاء مرضاة الله وتصديقا لموعوده بالجزاء الضافي والأجر الكريم ففي نهار الصيام تضحية بالطعام والشراب واللذة المباحة وفي لياليه تضحية بلذة النوم وراحة الجسم بإحيائها بالقيام إذ يقتضي ذلك صبرا وجهدا على التلاوة وطول القيام لاسيما في عشره الأخيرة التي يلتمس فيها المصلون القانتون ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. ومضى يقول إنه إذا كان للصائم أيضا حظ من اعتكاف بملازمة للمسجد وانقطاع عن الصوارف فقد أخذ بنصيب وافر من التضحية وإن التضحيات في رمضان لا تقف عند حد، فكما تكون براحة الجسم وقطعه عن لذاته وصرفه عن مباح شهواته، ولكن تكون أيضا بتضحية بالمال الذي تحبه النفوس أشد الحب، وما يزال ذلك الحب مستوليا عليها متغلغلا فيها حتى نهاية العمر.