بقدر ما تختلف الأشكال كذلك تختلف الأفهام وكل إنسان له ملامحه التي تحدد شكله - هو كذلك في الفهم والتفكير له مواقفه وانطباعاته التي تحدد ميوله العاطفي والذهني - كذلك من العسير جداً أن يتماثل الناس شكلاً وفكراً وهذه سنة الله في خلقه - أقول هذا وأنا ألاحظ حالة التعميم في الحكم على الآخرين علماً بأن التصرف أو الموقف حدث من شخص محدد وليس للآخرين أي سبب في حدوثه - حالة التعميم التي تمارس من البعض هي ليست بذات الدقة التي يبنى عليها في الحكم لأنه لو سلمنا جدلاً بمساءلة كل إنسان عن تصرف أحد من الناس حتى ولو كان أخاً أو ابنا - فالأمر يخرج عن كونه تصرفا عقليا إلى الاحتكام إلى العاطفة والاستجابة لنداء الرغبة والهوى وهذه من أجندة الجهلة والموتورين - الذين لا يملكون أن يكونوا بمستوى من يحدد انبعاث الأذى وانطلاقة الشرارة - فكان أسلوب التعميم هو الترياق لحلمهم في أذية الآخرين والنيل من استقرارهم. فعقلاء الناس وحصفاؤهم هم الذين يدركون قبل غيرهم أثر التهمة وفظاعة الاتهام فعملوا على توظيف العقل وإعمال الرشد في مثل هذه المواقف.