يعتبر مسجد الخضر في المنطقة التاريخية في جدة وتحديدا في أطراف سوق الندى شاهدا على حضارة إسلامية عريقة، فعلى الرغم من قرون مضت على بنائه إلا أنه لا يزال شامخا في المنطقة؛ حيث يتردد عليه سكان البلد لأداء الفرائض الخمس في سكينة وخشوع خلال الشهر الفضيل. ووفقا لما أشار له مؤذن المسجد حسن بهلولي فإنه يعد ضمن المساجد الأثرية المسجلة في إدارة حماية الآثار بجدة، حيث يتجاوز عمر المسجد 700 عام. وأوضح أنه يتميز بمدخله الأثري القديم المطلي بالرخام، لافتا إلى أن بداخله أعمدة عدة تفصل بين المصلين إلى جانب منبر مرتفع يستخدم في خطبة يوم الجمعة وإلقاء الندوات والمحاضرات في شهر رمضان. ولفت إلى أن المصلين يقصدونه لأداء صلاة التراويح، لأنه من المساجد المحببة لديهم، خاصة من سكان منطقة البلد. وأضاف أن فاعلي الخير يتواصلون معه قبيل شهر رمضان لمعرفة ما ينقص المسجد، ويزودونه بالسجاد والمصاحف والتكييف وصيانة الميكروفونات. وبين أن مسجد الخضر يتميز باحتوائه على اكتشاف حير العديد من المهتمين بالآثار التاريخية بجدة، يتمثل في وجود صهريج "بئر" أثري يعود تاريخه إلى ما يزيد على 500 عام يقع على مساحة شاسعة تحت المسجد، إلى جانب احتوائه على مياه عذبة متدفقة لا يعرف إلى يومنا هذا سر تدفقها. ويشير إلى أنه تم اكتشاف البئر داخل المسجد عند حدوث أزمة المياه في جدة منذ سنوات، حيث انقطعت المياه عن المسجد شهرين مما دفعنا إلى الحفر بحثا عن مصدر للمياه في باطن الأرض. وأشار إلى أنهم وجدوا بعد الحفر صهريجا للمياه تحت المسجد على عمق نصف متر، لافتا إلى أن البئر يحتوي على مبنى ضخم تحت الأرض يضم عقودا وأقواسا ذهبية، حيث تم تحديد وقت بنائها في العصر العثماني. وأفاد بأنه لم يعرف الغرض من بناء هذا المبنى الضخم والمزين بعقود وأقواس كبيرة أذهلت كل من شاهدها، وإلى جانب احتواء جزء كبير من المبنى الضخم على مياه عذبة إلى الآن لم يعرف مصدر تدفقها، مؤكدا أنها لا تنضب، وتتدفق باستمرار، مشيرا إلى أنهم يزودون بها المسجد وقت الحاجة. من جهته، يشير محمد الصيرفي أحد سكان المنطقة التاريخية إلى أنه توجد روايات عدة حول تسمية المسجد بهذا الاسم، حيث يرجع البعض التسمية إلى أنه موضع وطأه برجليه الخضر العبد الصالح الذي ذكر اسمه في القرآن الكريم، بينما توجد مقولات حول تسمية المسجد بذلك لرجل كان من سكان المنطقة قام ببناء المسجد منذ عدة قرون ولقب المسجد باسمه. وأكد أن مسجد الخضر من المساجد التاريخية والأثرية في منطقة البلد، لها طابع ديني مميز يجذب المصلين من كافة الحارات بالمنطقة فيتردد عليه المصلون من حارة الشام والمظلوم وباب مكة خلال الشهر الفضيل.