تضم مدينة جدة العديد من المساجد الاثرية التي ارتبطت بأذهان سكانها عبر السنين وتحتضن المنطقة التاريخية عددا منها واقدم هذه الجوامع هو جامع الشافعي او الجامع العتيق نسبة لتاريخه فهو اقدم جامع في جدة ويقع هذا الجامع في حارة المظلوم ويطل على سوق الجامع الذي سمي به ويعود سر تميّز هذا الجامع الى منارته التي تعتلي الركن الشمالي الشرقي منه والتي يعود تاريخ بنائها كما تشير الروايات الى العهد الايوبي وهي مستديرة الشكل تتكون من عدة طوابق زين كل طابق منها بسياج خشبي نقشت بشكل متميز ويتكون الجامع من عدة اجزاء اولها الجزء الامامي وهو عبارة عن بناء مسقوف مستطيل الشكل يتوسطه محراب الجامع الذي يتميز بنقوشه وزخارفه التي رسمت بعناية وكتبت بداخله ايات قرآنية وزينت التجاويف الموجودة بداخله بألوان متعددة وفي أعلى المحراب نقش عليه اسم السلطان العثماني عبدالحميد بالإضافة إلى اسم المعماري محمد أفندي الذي قام بترميم المسجد الحرام وعدد من مساجد جدة. ويقول المهندس سامي نوار مدير السياحة والثقافة بأمانة جدة ان الجامع العتيق من أقدم مساجد مدينة جدة وأجملها في طراز البناء القديم مشيرا الى ان بعض المراجع التاريخية ارجعت سبب تسميته بالعتيق الى قدم تاريخ بنائه مضيفا ان مئذنة الجامع تتميز بطراز معماري قريب من الطراز الايوبي وهذا يدل على أن عمارة المئذنة التي لا تزال باقية يدل أسلوبها وطرازها المعماري دلالة قاطعة على أنها من الطراز الأيوبي الذي ظهر في مصر والشام واليمن منذ الربع الأخير من القرن السادس الهجري واستمر حتى نهاية القرن السابع. ومن الاثار الباقية في الجامع حتى الان صهريج قديم يعود إنشاؤه إلى عهد الملك المظفر وهو يستخدم حتى الان ونجده مملوءًا بالماء العذب الذي ينزل من الأمطار التي تنزل من سطح المسجد وصحنه إلى الصهريج وهو صهريج كبير يملأ أسفل ساحة المسجد بكاملها وما زال يستعمل إلى الآن في بعض الأغراض بعد ان خف الاعتماد عليه لتوفر المياه في المسجد وقد تم تحديث الجامع وتزويده بكل ما يلزمه مع الحفاظ على روح البناء القديم الذي تميّز به وبالجامع مكتبة علمية تضم العديد من المجلدات والكتب الدينية الذي يحتاجها طلاب العلم وتعتبر مرجعا لهم ويضم الجامع عددا من حلقات تحفيظ القرآن الكريم التي اخرجت عددا من الحفاظ المتميزين على مستوى مدينة جدة.