شكلت فترة تمديد تصحيح العمالة الوافدة، ودخول شهر رمضان، وبحث الأسر عن الحل الأسهل لتأمين العاملات المنزليات، سوقاً سوداء لهن خاصة في منطقة نجران، حيث رفع السماسرة أسعارهن إلى 400 ريال في اليوم الواحد بمعدل 12 ألف ريال في الشهر الفضيل. وأصبحت ظاهرة تشغيل العاملات الهاربات من كفلائهن أو المتخلفات من العمرة تؤثر على الاستقدام بالشكل النظامي في مكاتب الاستقدام خلال رمضان، حيث أجمع أصحاب المكاتب في نجران على أن الإقبال على الاستقدام النظامي خلال هذه الفترة قل بسبب لجوء الأسر للحل الأسهل المتمثل في الاستعانة بالعاملات غير النظاميات واللاتي يحصلون عليهن عن طريق السماسرة في الرياضوجدة وخميس مشيط وغيرها من المناطق، لدرجة أن كثيرا من ربات المنازل يتسابقن على استقبال تلك العمالة "الإثيوبيات، الصوماليات" في المنازل دون معرفة أوضاعهن وسلامتهن الصحية. وقال عدد من أصحاب مكاتب الاستقدام ومنهم محمد اليامي: إن سماسرة العاملات المنزليات لا توجد لهم مكاتب أو مواقع معروفة وإنهم ساهموا في تقليل الطلب على العاملات النظاميات من مكاتب الاستقدام، مشيرا إلى خطر العمالة المجهولة على المجتمع سواء في رمضان أو على مدار العام مما يهدد حياة وسلامة الأهالي. وأضاف المواطن محمد الشهري، أن شهر رمضان يختلف عن غيره من الأشهر، إضافة إلى أن زوجته تعمل موظفة بالقطاع الصحي، مما يضطره لاستئجار عاملة منزلية خلال الشهر الكريم وبأسعار تتجاوز الخيال من أجل المساعدة على تنظيف المنزل. وبينت محسنة هادي "ربة منزل"، أن لديها 5 أطفال وليست لدى زوجها القدرة على استقدام عاملة منزلية نظرا لظروفه المادية فالتعامل مع إحدى العاملات الصوماليات بأجر محدد لتأتي لي يومياً لمدة أربع ساعات خلال فترة رمضان بمبلغ يتجاوز ال6 آلاف ريال، كما أضافت منى هادي: أنا موظفة وليس لدي الوقت الكافي لإجراءات استقدام عاملة منزلية والبحث عن الكفالة فأستأجر إحدى العاملات بضعف الأجر من أجل حاجتي لها في شهر رمضان. وأوضحت شريفة العسيري "ربة منزل"، أن أعمال منزلها قليلة جداً ولكن يوجد لديها ضغط أوقات المناسبات خاصة خلال رمضان، مما يضطرها إلى استئجار عاملة منزلية في مثل هذه الأوقات لتقوم بمساعدتها على تنظيف المنزل والمطبخ. وذكرت سمسارة العاملات المنزليات "أم حسين"، أنها تتعامل مع 8 إثيوبيات أتت بهن من جدة وخصصت لكل واحدة منهن راتبا معينا شريطة أن تقوم بتأجير الواحدة منهن لربات المنازل ب400 ريال في اليوم. وأضافت بأنها تجد قبولاً على مهنة تأجير العاملات، خاصة من ذوي الدخل المحدود أو من كانت لديهم ظروف ولا يستطيعون استقدام عاملة بشكل مستمر. من جانبه، بين مدير عام جوازات نجران العميد مفرح بن عايد العنزي ل"الوطن"، أن الدوريات الأمنية للجوازات تقوم بتكثيف الاحتياطات الأمنية للكشف عن المتسللين الحدوديين، مؤكدا أن المتعاونين مع المتسللين من أصحاب مكاتب الاستقدام بطريقة غير قانونية لن يتوانى القانون عن معاقبتهم. وأشار إلى أن الجوازات لن تتساهل مع كل من يقوم بتشغيل العاملات غير النظاميات خلال شهر رمضان وستقوم الجوازات بتطبيق أشد العقوبات المالية والتشهير والسجن بحق من يقوم بتشغيلهن وإيوائهن بطريقة غير نظامية.