سجلت المراكز التجارية لبيع التمور بمدينة بريدة ارتفاعاً في الأسعار قبيل دخول شهر رمضان، وذلك بسبب تأخر موسم حصاد التمور إلى ما بعد الشهر المبارك، والذي يبدأ بتاريخ 10 أغسطس. وكشفت جولة ميدانية نفذتها "الوطن" على المراكز التجارية ومواقع البيع في مدينة التمور ببريدة تسجيل سعر التمر السكري عالي الجودة 120 ريالا للصندوق الذي يزن ثلاثة كيلو جرامات، فيما توقع بائعون أن ترتفع الأسعار مع دخول شهر رمضان المبارك بسبب قلة المعروض وقلة التمر عالي الجودة، في الوقت الذي كان فيه المعروض بالمدينة يشمل أنواع تمور السكري والخلاص الذي يعرف ب "المكنوز"، إضافة إلى الأنواع الأخرى من التمور من حصاد العام الماضي. وأوضح الشيخ علي الفايزي، أحد تجار التمور في القصيم، في تصريح إلى "الوطن" أن أسعار التمور في المنطقة قبل دخول شهر رمضان خاضعة للعرض والطلب، وتوقع أن تشهد ارتفاعاً في شهر رمضان، مشيراً إلى أن الموجود الآن بالأسواق هو من موسم حصاد العام الماضي، وهي كميات ليست وافرة. وبيّن أن أسعار التمور لهذا الموسم ستسجل ارتفاعاً لقلة الأيدي العاملة المتخصصة في مجال مزارع النخيل. وعن تكلفة النخلة المثمرة على المزارع، قال الفايزي إن دراسات بينت أن النخلة المثمرة تبلغ تكلفتها السنوية على المزارعين 200 ريال، تذهب خدمات ما بين السقي والتلقيح والتنظيف والتكريب وصولاً إلى جني التمور، وأن هذه التكلفة قد تقل كلما زاد عدد النخيل، مبيناً أن مدينة التمور ببريدة ستشهد دخول أنواع من التمور قبل حلول عيد الفطر كتمر الونانة والكويري وغيرهما من أنواع النبوت. من جانبه، كشف رئيس اللجنة الإعلامية بمهرجان التمور ببريدة محمد الحربي أن مهرجان التمور لهذا العام سينطلق بتاريخ 10 شوال القادم، وسيكون مختلفاً نوعاً ما بعد إضافة تجار التمور والبائعين خدمة البيع الإلكتروني بعد أن تم توقيع عقد مع إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال ليتم إدراج التمر السكري كمرحلة أولى في عمليات البيع والشراء، على أن تتم عمليات البيع فعليا على عدد من المواقع. ولفت إلى أنه سيكون هناك موقع إلكتروني مخصص لاستقبال طلبات البيع والشراء بالتعاون مع المركز الوطني للنخيل والتمر بالمملكة بمقر مركز النخلة بمدينة التمور ببريدة، مبيناً أن كميات التمور قبل رمضان ستكون قليلة، وهي مكلفة على تجار التمور بسبب التخزين وارتفاع نسبة التكلفة، يصاحبها زيادة في عدد الطلبات من داخل وخارج المملكة، التي تتضاعف مع دخول شهر رمضان المبارك. وفيما لم تؤثر سوسة النخيل التي ضربت 246 مزرعة بالقصيم على الإنتاج التمور، بحسب ما ذكره رئيس لجنة التمور بغرفة القصيم المهندس سلطان الثنيان في تصريح ل الوطن، استبعد وجود أي تأثير لمرض سوسة النخيل على إنتاج التمور لموسم هذا العام، مضيفا أن السوسة لا تؤثر على إنتاج التمور أو جودتها، لكنها تؤثر على مزارع النخيل بشكل سلبي. وكانت أمانة منطقة القصيم قد أطلقت الشهر الماضي معرض "قوت" الذي يتواجد فيه أكثر من 100 جهة مسوقة للتمور بمختلف أنواعه وأشكاله. ويهدف تجار التمور لتسويق التمور قبيل الشهر الكريم الذي يعد آخر الشهور الهجرية قبل بداية الموسم الجديد الذي ينطلق بعد الشهر المبارك، في الوقت الذي سعى فيه القائمون على معرض قوت للتمور المعبأة لتسويق آخر إنتاج العام الماضي قبيل بداية الموسم الجديد، حيث تشير التوقعات إلى تناقص المخزون ليصل لأدنى مستوياته قبيل الشهر الكريم.