تقاطعات مختلفة رسمها مهرجان التسوق ال15 المعروف ب"جدة غير 34"، في المربعين "السياحي والتسويقي"، لكن هذه المرة امتد إلى تنزيل مقاطع الفيديو المجانية "اليوتيوب"، لتضع لمسات المهرجان في أيامه الأخيرة على الموقع الذي ترتفع نسبة مشاهدة السعوديين له على حساب وسائل الإعلام الأخرى. في عرض بانورامي سريع، بينت فيديوهات "اليوتيوب" التي تحدثت عن "جدة غير"، الذي تنظمه غرفة جدة التجارية والصناعية، أن الموقع أضحى في خانة "شاهد العيان" على فعاليات المهرجان المتنوعة الترفيهية والاجتماعية والتسويقية والثقافية في سنته الحالية. رؤية اليوتيوب في المهرجان وسعت من مفهوم "الإعلام السياحي" التقليدي، في تغطية الفعاليات المختلفة، إلى مربع الاستفادة من حيوية وسائط الإعلام الجديد، وبخاصة أن "جدة غير"، وفقاً للقائمين عليه، يعد من أهم المهرجانات ذات التأثير المزدوج "السياحي والتنشيطي" للسوق المحلي على مستوى المملكة. أحد المهتمين بعالم توظيف تقنيات الإعلام الجديد ويدعى خالد العوضي، أشار في حديثه إلى "الوطن"، إلى أن خطوة التفاعل مع مقاطع فعاليات "جدة غير 34"، تعد الأعلى مشاهدة من خلال فعاليات السنة الماضية، وإن حملت بعض الفعاليات تصوراً خاصاً، حيث وصلت نسبة متابعة بعضها إلى أكثر من 60 ألف مشاهدة، معتبراً أن ذلك يعد "رقماً جيداً" في مسيرة المهرجان الذي انطلق في نهاية تسعينات القرن الماضي. ولم يتوقف الخبير التقني العوضي عند ذلك بل أضاف في رؤيته التحليلية لاستخدام وسائط "الإعلام الجديد" بأنه يعد الأسلوب الترويجي للدول السياحية النشطة التي استطاعت عبر عدد من المقاطع المنشورة في اليوتيوب، جذب أعداد كبيرة من السعوديين والخليجيين، مبيناً أنها اهتمت كثيراً بهذه الوسيلة، لمعرفتهم الكبيرة بتأثيرها في عالم اليوم، كون اليوتيوب أضحى جهاز التلفزيون المتنقل عبر الهواتف النقالة والأجهزة اللوحية الذكية. أجواء التنافسية في تنزيل مقاطع فعاليات المهرجان، لم تكن محصورة في إطار قناة "جدة غير 34" الرسمية في اليوتيوب، بل أخذت أبعاداً مختلفة بين الزوار، فكل المقاطع المنشورة دخلت في شبه مسابقة افتراضية لمن يحظى بأكثر مشاهدة وبأكثر تعليقات على المقطع من الجمهور. الموضوعات التي كانت تخضع للتصوير من زوار "جدة غير 34"، حملت مزيجاً من تصوير "كل شيء في المهرجان"، مثلاً أحدهم كان يصور بكاميرا هاتفه معرض الديناصورات، مع تعليق صوتي يصاحب التصوير، يقول فيه: "والله مهرجان كفو اللي يجيب لنا هذا الديناصور، بس أبي أعرف قدره يدخلوه للمول". فيما لجأ آخرون إلى تصوير شباب رياضة الإسكيت، الذين يقومون بالتزلج على أرصفة كورنيش جدة الشمالي، أما إحدى الفتيات فكانت بمثابة "المتسوق الذكي"، التي كانت تقوم بتصوير بضائع المحلات التجارية، المتخصصة في احتياجات البنات، والتي تقدم نسبة حسومات عالية، وكان تعليقها الصوتي المصاحب لمقطعها: "يا بنات، هذا المحل مرة رخيص، وبضاعته مرة حلوة، أنصحكم تزورونه وتشتروا من عنده قبل رمضان، لأن البنات عليه زحمة".