اتجه كثير من مخرجي الأفلام والبرامج إلى نشر أعمالهم على شبكة الإنترنت. ففي عصر التكنولوجيا هجر كثير من المشاهدين شاشات التليفزيون إلى قنوات اليوتيوب، بعد أن حط المخرجون رحالهم في شبكة الإنترنت، متطلعين إلى مقاطع فيديو أكثر شفافية ومصداقية، بعيداً عن الرسمية والتقليد. اليوتيوب والتليفزيون وفي استبيان أجري على أكثر من 400 شخص من مستخدمي الإنترنت في المملكة العربية السعودية، الذين تجاوز عددهم 12 مليون مستخدم، أجاب 82% منهم أنهم يفضلون مشاهدة برامج الفيديو في اليوتيوب على مشاهدتها في شاشات التليفزيون، إضافة إلى أن نسبة مستخدمي الإنترنت في السعودية في تسارع شديد منذ دخوله البلاد عام 1419ه. ويرى أنمار فتح الدين، مؤسس «يوتيرن»، أن التفاعل الحقيقي موجود فقط في شبكة الإنترنت، وأنه يفتح مجالاً كبيراً للنقاش بين الجماهير والناشرين، ويترك فرصة لحرية التعبير وإبداء الرأي حول البرامج، وأن الإنترنت هو المكان الأمثل الذي يساعد على معرفة آراء المشاهدين، وقياس ردود الفعل. بدون تكلفة ولفت أنمار إلى أن النشر على شبكة الإنترنت يعطي الناشر فرصة التصحيح الفوري، ومعالجة الأخطاء، فالأعمال المنشورة يمكن إعادة رفعها مرات حسب الحاجة للتعديل ومعالجة الخلل. وأضاف أنه يستطيع نشر أعماله دون أدنى تكلفة مادية، وأن التكاليف تقع على عملية التصوير والإخراج، بينما تدر الإعلانات أضعاف تكاليف التصوير والإخراج. بدون رقابة ويقول أنمار إنه لا يلتزم بموافقات، أو رقابات، في نشر أعماله على شبكة الإنترنت، ولا توجد أجندات يفرضها عليه أحد المسؤولين، فالرقابة ذاتية، والأجندات خاصة، بحسب ما يعتقد ويؤمن به الناشر وفريق العمل. وبالرغم من التشديدات الرقابية على النشر في السعودية، فقد تجاوز ناشرو شبكات الإنترنت قيود النشر، وكسروا الحواجز الرقابية، من خلال مناقشة الموضوعات السياسية والاجتماعية بحرية تامة. اعتقال بقنة وبحسب فراس بقنة، الذي أفرج عنه مؤخراً بعد اعتقاله على إثر مقطع فيديو تكلم عن الفقر في السعودية، فإن الحكومة تفرض رقابات، وبأشكال مختلفة، على جميع ما ينشر في الشبكة العنكبوتية، سواء كان مرئياً، أو مقروءاً، أو مسموعاً، ودليل ذلك ما تحجبه مدينة الملك عبدالعزيز من مواقع داخل المملكة العربية السعودية. ويرى بقنة أن مساحة الحرية في تزايد ملحوظ، وقد لا تكون القيود المفروضة واضحة المعالم للجميع، لكن يظل المطلع على ساحة الإعلام الجديد ملاحظاً أنه أصبح يتطرق لموضوعات أكثر حساسية وبأساليب أكثر شفافية. حرية الطرح ويعتقد بقنة أن الإعلام الجديد متجه في طريقه إلى سقف أكبر من الحرية، ويحظى فيه العاملون والجماهير على حقوق واضحة تمنحهم قدرة أكبر على التعبير، وتمنعهم من استغلالها بطرق غير قانونية. وفي رأي المخرج مالك نجر أن الإنترنت خلق هالة كبيرة من حرية الطرح لم تجرؤ عليها قنوات التلفزيون، حتى في القنوات التي تبدو في الظاهر أنها تمتاز بحرية الطرح والنشر. كما أشار نجر إلى أن أصحاب القنوات يملكون الحقوق الفكرية. أما المخرجون فيعملون فيها كموظفين، وليسوا كأصحاب حقوق فكرية، أو ناشرين، بينما في ساحة الإنترنت يتمتع الناشر بكامل حقوقه الفكرية. وبشر نجر بمستقبل جيد للإنترنت ومواقع نشر الفيديو، لأنه يتمتع بمزايا كثيرة لا تتوافر في قنوات التلفزيون، فالإنترنت ليس مقيداً بأوقات معينة، ولا جداول زمنية فيه للعرض، كما أن فرصة الانتشار لا تنتهي بانتهاء عرض الفيديو الأول، كما هو حاصل مع التلفزيون. عوائد أعلى وبالرغم من أن العادة جرت على تحقيق البرامج التلفزيونية عوائد أكبر من المنشورة على الإنترنت، ذكر نجر أنه حقق من خلال مسلسله «مسامير»، الذي يعرض على الإنترنت، مكاسب أكبر بكثير من تلك التي حققها من خلال مسلسل «كوميدو»، الذي عُرض على التلفزيون. وختم نجر تعليقه بأنه متى ما وجد الجهة التي تقدر أعمال الفيديو سيقوم بالنشر فيها، سواء كانت تلفزيونية، أو على شبكة الإنترنت.