في وقت حمل أهالي مركز تندحة شرق محافظة خميس مشيط المقاول المنفذ لشبكة الصرف الصحي لقراهم، السبب في عزلهم عن منازلهم بحفر الطرقات المؤدية لها لعدة أشهر دون الإنجاز أو الدفن مما يضطهرهم لسلك طرق بديلة، وتسبب معدات الحفر في صدوعات لبعض منازلهم، وتأكيدهم بأنهم صابرون أملاً في الإنجاز، برأت المديرية العامة للمياه بمنطقة عسير "مقاول" المشروع من أي قصور أو مسؤولية لتأخر المشروع، وحملت المواطنين مسؤولية تأخير إنجازه وعرقلته. وأوضح المواطن سعيد بن سعد آل مرهف، بأن مقاول تنفيذ المشروع بدأ بحفر الطريق المؤدي لقريته وسكانها منذ أشهر ولم ينته حتى حينه، وتسبب استخدام المقاول لمعدات تفتيت الصخور في صدوعات للمنازل المجاورة، مما دعاه كمواطن من تقديم اعتراض رسمي لمسؤولي الصرف الصحي بمحافظة خميس مشيط حول الأضرار التي لحقت بمنزله، والذين أكدوا له من جانبهم أن المقاول المنفذ للمشروع هو المعني بالشكوى ويتحمل أي أضرار يتسبب لها، مشيراً إلى أنه أكد لهم عدم الرغبة في أي تعويض فقط "إنجاز المشروع وفتح الطريق". ويضيف يحيى سعد الشهراني، أن المشروع أصبح هاجساً مقلقاً لبعض السكان، خاصة الخوف من تأخر إنجاز الحفر وتركيب الأنابيب داخل القرية أو مداخلها الرئيسة، مما يدفع بالسكان لسلك طرق بديلة أو صعبة للوصول لمنازلهم. ويتفق معهم المواطن علي سعيد آل مجري، مضيفاً أن المقاول استبدل أغطية بعض نقاط الصرف الصحي الجديدة التي تعرضت ل"السرقة"، بأغطية أسمنتية وبطريقة غير صحيحة، حيث إنها لم تغط فوهة "الغرفة" بشكل كامل، وهناك فتحات جانبية تمكن المياه من الخروج، وأنه قدم اعتراضا لفرع المديرية العامة للمياه "الصرف الصحي" بمحافظة خميس مشيط لوضع تلك الأغطية. إلى ذلك، أوضح مدير عام المياه بمنطقة عسير المهندس يزيد بن يحيى آل عائض ل"الوطن"، أن أسباب تأخر إنجاز المشروع خاصة في القرى بأن الاعتراضات المتكررة للمواطنين وقفت حائلا دون إنجاز المشروع في المدة المقررة، ولا سيما أن مجرد اعتراض واحد وفي بعض خطوط الربط قد يعرقل سير المشروع بشكل كبير، وأن ذلك يتركز بشكل مكثف في القرى، حيث إن بعض المسارات تتقاطع مع أملاك خاصة أو تصطدم بضعف الحماس أو الرغبة لدى بعض المواطنين في تنفيذ مثل هذه المشاريع، مما يستدعي مخاطبة الجهات ذات العلاقة وطلب مساهمتها في تذليل العقبات والصعوبات، مشيرا إلى أن المديرية لا يمكنها تفادي أسباب الاعتراضات أو اقتراح حل لها، لأنها تتكرر في مشاريع المديرية وبنسب متفاوتة ومختلفة وبتأثير مختلف أيضا على نسب الإنجاز، مؤكداً أن ملخص التأخير في توقف تنفيذ بعض أعمال المشروع نتيجة "الاعتراضات واعتداءات المواطنين". وتابع آل عائض، أن التعدي على الأودية واستمرار استنزاف الرمال والبطحاء المتوفرة فيها يظل مسببا رئيسا لما قد يحدث من أضرار أو ملاحظات على المشروع، إضافة إلى أن الفترة الأخيرة مر على المنطقة موسم أمطار وكانت كمية المياه فيه كبيرة جدا، وهي بلا شك تؤثر كما هي تؤثر على أي مشروع خدمي آخر في مختلف أنحاء المملكة، لكن المعالجة تكون مستمرة وتتضاعف فرق العمل وتحاول المديرية تقليص ما يوجد من أضرار، لافتاً إلى أن أغلب الأضرار هو ناتج لتصرفات وممارسات خاطئة من المواطنين، وعدم إدراكهم للتبعات المترتبة على ذلك. وعن تسبب تمديدات المشروع ب"وادي تندحة" في نقل مياه السد مباشرة إلى آخر نقطة لتجمع مياه المشروع شمال "المركز"، مما تسبب في حرمان القرى الاستفادة من تلك المياه التي ينتظرونها منذ أشهر، رد آل عائض بأن المديرية تتابع سير المياه بصورة منظمة وفي حالة وجود أي رشح من أي مطبق تتم معالجته فورا، وأن بعض المواطنين هم السبب لحدوث مثل تلك النتائج، كون بعضهم يقوم بإنشاء "العقوم" بارتفاعات كبيرة في الوادي والتي تعمل على ارتفاع منسوب المياه أمامها وغمر المطابق بالكامل، أو سرقة أغطية الغرف من الوادي أكثر من مرة مع وجود السيول، مؤكداً التواصل مع الجهات الأمنية والجهات الخدمية ذات العلاقة للحد من هذه التصرفات. ولفت آل عائض أنه من المتوقع في غضون الأشهر المقبلة يتم تسليم الموقع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن لا تحدث اعتراضات واعتداءات مجددا من قبل بعض المواطنين حيال تنفيذ الأعمال، موضحاً أن امتداد أنابيب الصرف مع الوادي من السد حتى نقطة التجمع يبلغ الطول الإجمالي 31,720 م/ط (أنابيب G.R.B) أقطار من 800 ملم – 400 ملم وأنابيب فخار مزجج قطر 300 مم.