بقيت أجواء الشارع السني في صيدا اللبنانية في حالة غضب شديد "نتيجة المعركة التي وقعت والفخ الذي نصبه حزب الله للشيخ أحمد الأسير والإيقاع بينه وبين الجيش". وفي خطوة لإزلة الاحتقان قامت مخابرات الجيش بتوقيف عنصر في حزب الله "يدعى محمود الصوص على خلفية أحداث صيدا، فيما عمد رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى إيفاد مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم للتواصل مع فعاليات صيدا حيث عقد اجتماع موسع لمعالجة الأوضاع الناتجة عن معركة صيدا لاسيما إزاء ما تردد عن مشاركة حزب الله وأمل في المعارك بعد أن غض الجيش الطرف عن انتشارهم المسلح في المنطقة. وتحرك مفتي صيدا والجنوب الشيخ سليم سوسان باتجاه رئيس الحكومة المكلف تمام سلام وزاره أمس، مؤكدا أنهم "ضد أي اعتداء أو تعرض بالايذاء لجيشنا الذي هو ضمانة السلم الأهلي ووحدة لبنان". وأضاف "لكن هذا لا يعني أن يعاني الناس الآن من بعض القوى غير الشرعية من اعتقالات ومداهمات وملاحقات. صيدا وقفت في وجه الفتنة المذهبية والطائفية وهي راهنت على الدولة القوية العادلة وعلى القانون، هل معنى هذا أن تكافأ صيدا بهذه الطريقة وبهذا الشكل؟ أنا لا أدري إلى أين نحن ذاهبون". وحذر "من أن الأمور إذا استمرت على هذا المنوال ستخرج من أيدينا وسنصبح وراء الحدث، لأن ما يحدث يحمل في طياته حقداً وكراهية، وهذا أمر مرفوض". في هذا الوقت، تلقى الرئيس سليمان اتصالاً من وزير الخارجية الأميركية جون كيري، مؤكداً استمرار بلاده في دعم الجيش اللبناني الذي أثبت أنه الضامن الوحيد للاستقرار والسلم الأهلي ومكافحة البؤر الإرهابية. وحول مصير الأسير رأت جهات مطلعة أن من بين الاحتمالات الواردة حول مكان وجوده سقوطه في قبضة حزب الله الذي كانت ترصد عناصر منه مواقع قريبة من مجمّع الأسير فقضبت على الأخير بعيد هروبه.