اهتمامات الشباب كثيرة ومتنوعة ولكن.. من الذي يدير أفكارهم، ما هو الذي يدور في عقولهم، ما هو الذي يحرك اهتماماتهم، ما الذي يجعل البعض ينكب على ما ينفعه أو يضره من حيث يدري أو لا يدري؟ من هو المسؤول عن صيانة مثل هذه الأمور، وما هي المؤسسة الحكومية أو الخاصة المعنية بتطوير اهتمامات الشباب فيما هو في صالحهم؟ كلها أسئلة كانت تدور بخلدي وأنا أشاهد شرائح كثيرة من الناس يغوصون في بحر الحياة، ويبقى السؤال: ألسنا بحاجة إلى إعادة النظر في كثير من تصرفاتنا وسلوكياتنا؟ لعلها عادات اجتماعية أو أعراف قبلية تحبس الإنسان عن التفكير بطريقة مغايرة، أو ربما التنمية والتقنية هما اللتان صنعتا لنا العيش بمستوى حياتي وثقافي يختلف عما يعيشه غيرنا في الدول المتقدمة، بل هو الانغلاق على الذات وعدم السعي للتطور. كل ما تقدم من احتمالات لا تعدو كونها أعذارا نمني بها أنفسنا، وشماعة نعلق عليها تأخرنا عن المسير في الاتجاه الصحيح حتى نرضى بواقعنا الحزين، فنجد نسبة كبيرة من الناشئة لا يتعدى سقف أفكارهم امتلاك سيارة فارهة والتفحيط بها أمام زملائه أو الوصول لطريقة للهروب من المدرسة أو ابتكار طريقة للغش في الامتحان. ولو وضعنا هذه القضية تحت المجهر وجدنا أول خطوة من البيت الذي يعتني بتسمين جسد الشاب دون عقله، بعيداً عن النظر لمواهب الشاب أو تعزيز قدراته وتنميتها، بالإضافة إلى معالجة المشكلات السلوكية التي يمر بها، سواء في المدرسة أو الشارع. ولا شك أن الشاب يمر بمرحلة مراهقة وهي المرحلة التي تصنع طموح الشاب وتحدد مسيرة حياته، وهي حجر الزاوية في مستقبله. والمجتمع يقع عليه جزء كبير في الأخذ بأيديهم وستر زلاتهم والصفح عن أخطائهم لتدارك الهفوات وتعزيز نجاحاتهم. ولكن الدور الأكبر يبقى منوطاً بالشباب أنفسهم للرقي باهتماماتهم والسعي لتحصيل الفائدة والتقدم بالوطن لمصاف الدول المتقدمة، أو قل المتحضرة. ولكن ما أود أن أهمس به في أذن كل قارئ هو ماذا كان دورنا في توجيه الشباب؟ وهل قدمنا، كمجتمع، ما ينتشل اهتماماتهم من الإسفاف والغرق في وحل بعض وسائل الإعلام والمسلسلات التركية والانغماس في أغاني الحب والغرام وقصائد الفخر بالقبيلة والنسب؟ وهل كانت المراكز الصيفية والرحلات المدرسية والمحاضرات التربوية التي تلقى داخل أروقة المدارس أو النشاطات اللامنهجية هي السلم الذي يصعد بفكر أبنائنا إلى ما نصبو إليه؟ أترك الرأي لكم..