“آراء وأصداء” منبر للقراء يتناول مختلف القضايا والاهتمامات، وهي صفحة مفتوحة لكل صاحب فكر ورأي وموهبة للكتابة وإبداء الرأي فيما ينشر ويبث عبر وسائل الإعلام المختلفة.. ويمكن التواصل مع الصفحة عبر البريد الإلكتروني يعد النشاط اللامنهجي من أجمل العناوين المعرفية التي بإمكان الطفل أن يوجد منها مساحة شاسعة من الطموح والإبداع والتألق؛ فالطفل طاقة وفي حاجة إلى حذر ووعي في اكتشاف تلك الطاقة الكامنة، وتوجيهها التوجيه الصحيح. وهنا يأتي دور المدرسة في تعزيز النشاط اللامنهجي لجميع الطلاب. وهذا التعزيز لا يكون من حلقة واحدة، بل لا بد أن تتكاتف المدرسة والطالب والمنزل في إيجاد بيئة صحية لهذا النشاط. فالطفل عند دخوله المدرسة يعاني خوفا وخجلا، فتقوم وسائل المدرسة بمهمة جذب انتباهه. لكن بعد هذا الجذب يمر الطفل بفترة ركود وجمود لا يستطيع الفكاك منها، تنفيذ مهام.. وأداء واجبات.. بالأمس القريب حادثني أحد المعلمين حزينا على حال مدرسته، قائلا: “نحن في هوس تعليمي بحت.. لا توجد أي بوادر نشاط؛ ما أوجد لدى الطلاب حالة من الملل. فقلت له إنها مدرسة صماء تقليدية، تُحاكي بطريقة عقيمة، همها إيصال المعلومات عن طريق الحشو والتلقين، وترك الأنشطة في تيه. لماذا لا يكون هناك تعاون مدرسي في إيجاد النشاط اللامنهجي لدى الطلاب؟ فالمدرسة ليست أداة نقل معرفي تنتهي بوضع كفايات التعليم وتقييمهما، إما بنجاح أوفشل.. المدرسة روح دؤوبة، شهيقها تربية ونشاط، وزفيرها تعليم. هناك مدارس نفخر بها، تضع النشاط اللامنهجي من أولويات أعمالها، لا تصنع التعليم للطالب، بل تبني الطموح والتألق والتفكير بلاحدود. وشاهدوا كيف هي نواة التفكير لدى طلابها، حتما ستجدها متقدمة وواعية. وزارتنا الوقورة تعمل على دعم النشاط اللامنهجي دون كلل أو ملل، لكننا لا نرى من التنفيذ إلا بصيصا شاردا لدى بعض المدارس، والبقية في توهان.