تصاعدت حرب الغارات الإلكترونية ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما ردا على فضيحة "سنودن جيت"، والتي كشفت عن تجسس الولاياتالمتحدة على مكالمات الأجانب الهاتفية بالإضافة إلى اتصالاتهم عبر الإنترنت، مما أثار عاصفة من الجدل داخل الأوساط الأميركية بصورة دفعت البعض لاعتبارها تذكيرا بفضيحة "ووتر جيت" في إشارة إلى تجسس الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون على مكاتب الحزب الديموقراطي المنافس في مبنى ووترجيت في 17 يونيو 1972، أي قبل 41 عاما بالتمام والكمال. وهو ما دفع شركة "جوجل" للتعبير عن قلقها بسبب تعدي الإدارة الأميركية على خصوصية مستخدمي خدماتها وتجسسها على العديد من شبكات الإنترنت الرئيسية منها "جوجل" و"فيس بوك". أصدر المدير العام لشركة جوجل لاري بايج، والمسؤول القانوني بالشركة ديفيد دروموند بيانا للتنديد بممارسات إدارة الرئيس أوباما،س شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مارك زوكربرج موافقة شركته على الخضوع لمثل تلك العمليات التي وصفها بأنها انتهاك صارخ للحريات. وكان إدوارد سنودن، الموظف السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، قد تمكن من خلال عمله من الحصول على الوثائق السرية التي سربها لصحيفتي "واشنطن بوست" الأميركية و"جارديان" البريطانية، فيما اعتبر واحدة من أكبر عمليات تسريب بيانات سرية في التاريخ الأميركي، حيث كشف عن اثنين من البرامج السرية التي تقوم بها وكالة الأمن القومي الأميركية "NSA"، البرنامج الأول يتعلق برصد بيانات الاتصالات الهاتفية التي تقوم بها وكالة الأمن القومي من مزود الخدمة "فيرايزون"، أما البرنامج الثاني فهو برنامج "بريزم"، وهو برنامج سري يقوم في إطاره عملاء الاستخبارات الأميركية برصد ونسخ التبادلات الرقمية على أنواعها من الدردشات الصوتية والفيديو والصور والبريد الإلكتروني والاتصالات الهاتفية عبر الإنترنت، بالإضافة إلى حفظ سجل الاتصالات لمستخدمي الإنترنت في أي مكان في العالم عبر وكالة الأمن القومي الأميركية، مما يتيح لمحللي الاستخبارات الأميركية مراقبة وملاحقة "أهداف" أجنبية يعتقد أنها أهداف إرهابية.ووجه القضاء الأميركي تهمة التجسس إلى إدوارد سنودن، كما طالب هونج كونج بتوقيفه. وأفاد مسؤول أميركي، أن الشاب اللاجئ منذ 20 مايو الماضي بهونج كونج، اتهم أيضا بالسرقة وباستخدام ممتلكات حكومية بطريقة غير مشروعة، موضحا أن مذكرة توقيف موقت صدرت بحقه.وقال سنودين، في مقابلة أجرتها معه صحيفة الجارديان إن "عملاء وكالة الأمن القومي يستخرجون البيانات الرقمية مباشرة من خوادم شركات الإنترنت كشركة "ميكروسوفت" و"ياهو" و"جوجل" و"فيسبوك" وخدمة الدردشة "بال تاك" و"سكايب" و"آبل"، وذلك من دون تصريح قضائي للتجسس على هؤلاء المستخدمين لأنهم يقطنون خارج الولاياتالمتحدة. وندد سنودن، وهو خبير معلوماتي يبلغ من العمر 29 عاما وعمل منذ أربع سنوات لحساب وكالة الأمن القومي الأميركية بصفته موظفا لعدد من الشركات المتعاقدة معها ومنها ديل و"بوز الن هاملتون، بما وصفه بمنهجية التجسس على المواطنين الأبرياء. من جهته قال مدير تسويق ميكروسوفت الشرق الأوسط وأفريقيا المهندس محمد صلاح في تصريحات إلى "الوطن" إن الشركات الإلكترونية لا تتوقف عن إطلاق حزم برمجيات لسد الثغرات الأمنية في نظم التشغيل، هناك بالفعل برامج طرحتها ميكروسوفت أخيرا من خلال برنامج إنترنت إكسبلور 10 والتي تضمن برامج مضادة للفيروسات، وهي برامج لا يتوقف عملها عند مواجهة الفيروسات التي تصيب أجهزة الكمبيوتر فقط وإنما يمتد عملها ليشمل التصدي لمحاولات اختراق الخصوصية، والبرامج الجديدة متاح تحميلها بصورة مجانية من خلال موقع "ميكروسوفت" وتحديدا من خلال الرابط" www.microsoft.com/security". وأشار صلاح إلى توفر برامج مثل "antimalware" التي من خلالها "لا يستطيع أي موقع تعقب مستخدم الكمبيوتر.