اعتبر الباحث التونسي منوبي غباش، أن الحداثة ليبرالية سواء من جهة النظرية أو من جهة ممارسة تحرير الإنسان من الحاجة إزاء الطبيعة (وذلك من خلال معرفة الطبيعة والسيطرة عليها وامتلاكها)، وتحريره من الخرافة والجهل (من خلال اعتبار العقل مصدر المعرفة والعقلانية الرؤية الوحيدة المقبولة للعالم بحكم مصدرها ذاك)، وكذلك تحريره من الاستبداد عبر تأسيس الدولة المدنية وتحديد شروط الاجتماع السياسي وأهدافه من منظور عقلاني نفعي. وشدد في كتابه (الليبرالية مشارب متعددة) الصادر عن دار جداول للنشر والترجمة في بيروت وقدم له الدكتور صالح مصباح، على أن الحرية هي جوهر الحداثة الفكرية والسياسية، وبالنظر إلى هذه المكانة التي للحرية في مستوى النظرية وفي مستوى الممارسة يمكن القول دون مبالغة إن الحداثة ليبرالية. حيث تتمتع الليبرالية بجاذبية وبسحر خاص بالنظر إلى ارتباطها وتماهيها أحيانا مع الحرية، ولكن جاذبية الأفكار أو سحر النظريات لا يحولان دون ممارسة الفكر لوظيفته الأساسية، أي النقد.