العنصرية أو التميز العرقي، هو اعتقاد اختلقه الإنسان منذ قديم الزمان، بامتلاكه ميزة تميزه عن غيره من بني جنسه، وجعلها موروثا يتوارثه أبناؤه من بعده. وللعنصرية أنواع، بعضها قلّت ممارستها مع مرور السنين كعنصرية اللون، والبعض الآخر ازداد انتشاره كعنصرية النسب، أو الجنسية، ويتم ممارسة هذا التمييز بالمعاملة الطبقية، أو بصورة أدق بالألقاب. الحديث عن العنصرية أمر معتاد عليه في مجتمعاتنا، ولا يمكن إنكاره، وكان اعتقادي أن هذا الداء محصور في بيئة محاطة بحدود معينة، ولكن العجيب في الأمر أنني وجدتها بصورة ظاهرة خارج نطاق شبه الجزيرة العربية، كما أن هناك من يحملها بصورة مؤسفة معه حتى عندما يسافر خارج بلاده أو يغترب!. تقول إحدى المبتعثات في كندا: "بعض الطلبة يثيرون استيائي حينما أتناقش معهم عن أحوال البلد وقضاياها بصورة جدية، وفي المقابل يتهامسون فيما بينهم بنظرات ساخرة، وأسمع منهم أوصافا "جارحة". فيما تقول أخرى: "من المؤسف رؤية فتيات جامعيات يعملن بأسلوب التفرقة، وقد وقعت في موقف محرج حينما طلبت من بعضهن الانضمام لتجمعهن، ولكن قوبلت بالرفض؛ والسبب كوني لا أنتمي إلي قبائلهم". هنا وقعت في حيرة، وأيقنت أن الغربة وحدها لا تستطيع تغيير العادات والتقاليد السلبية لدى المجتمعات، ويظل من لديه هذه النزعة جاهلا، وإن نال أعلى مراتب العلم، كما في قول النبي عليه الصلاة والسلام لأبي ذر حينما نعت بلال ابن رباح بابن السوداء "إنك امرؤ فيك جاهلية". ديننا الحنيف يحثنا على البعد عن هذه العادة السيئة، التي هدفها نشر الأحقاد والضغائن بين أفراد المجتمع، ويجدها الشيطان وسيلة سهلة للإيقاع بين الناس، كما أن أحد أهداف خادم الحرمين الشريفين خلف هذا البرنامج العملاق، النهوض بروح الإنسان، واكتساب المهارات الحياتية الإيجابية، فضلا عن التحصيل العلمي.