بدأت المنطقة التاريخية في ينبع استقبال زوارها من داخل المحافظة وخارجها منذ بدء العطلة الصيفية، إذ تحتضن مباني أثرية قديمة يعود بعضها لما يزيد على 100 عام. وأوضح أحد الزوار ل"الوطن" خلال جولة لها في المنطقة التاريخية أمس، أن موقعها وسط المحافظة سهل الوصول إليها، مشيرا إلى أنها بمبانيها ذات الطراز إلاسلامي المميز، التي تزينها المشربيات والرواشين والأبواب المطعمة بمكعبات الأرابيسك العتيقة، التي تتميز بخصائص الفن المعماري المحلي. فيما طالب بعض الزوار في حديث إلى "الوطن"، بأهمية الحفاظ على ما تبقى منها وجعلها معلما حضاريا يقصده السياح وتعرفه الأجيال القادمة بهذا التاريخ، مبدين إعجابهم بالمنازل والمقاهي والمحلات التجارية الموجودة فيها. وأوضح الزائر مستور الحربي، أن المنطقة التاريخية تحتاج إلى إعادة ترميم بالكامل، حتى لا تتساقط البيوت الأثرية، التي بنيت بطريقة فنية وهندسية. وألمح إلى أن طريقة البناء تدل على العقول المبدعة التي صممت والأيادي التي نفذت هذه المنازل على دورين وثلاثة أدوار لتستمر مئات السنين تقاوم كافة الظروف من أمطار ورياح دون أن تنهار. فيما يشير ماجد أبو علي، إلى أن المنطقة تشهد زيارات كثيرة طوال العام، إذ يلتقط الزوار والباحثون الصور الفوتوجرافية، ويتجولون في الطرقات الترابية الضيقة للمنطقة وتأمل الإرث الحضاري والمعماري لينبع التاريخية مع انتشار المشربيات الخشبية المعلقة، التي توفر الماء لعابري السبيل قديما. من جانبه، أفاد الباحث في تاريخ ينبع عاطف القاضي، بأن ينبع القديمة تحتضن عددا من الأماكن كسوق الليل الأثري، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى قرن مضى. ولفت إلى أنه اشتهر ببيع المنتوجات الشعبية، والسمك الناشف المجفف والبصر والزرنباك، والمنتجات الغذائية المحلية كالسمن والعسل والتمر وأدوات الصيد البحرية والتحف والأواني النحاسية ومطاعم السمك المقلي والصيادية والقهاوي الشعبية والأقمشة والخبز بأنواعه. وذكر أن المنطقة التاريخية شهدت منذ بدء العطلة الصيفية زيارة عدد كبير من الزوار والمصطافين والأهالي والمقيمين لها. وأضاف أن المنطقة التاريخية بينبع وسوق الليل الأثري أضحوا واجهة حضارية وجزءا من الهوية الثقافية لينبع، مرجعا ذلك لتميزها بوجود منتجات تختص بها عن غيرها من الأسواق سواء في ينبع أو المناطق المحيطة بها. وأرجع إطلاق السكان مسمى سوق "الليل" على السوق الشعبي، إلى أنه السوق الوحيد، الذي كان يعمل ليلا في ذلك الزمن، فيما كانت جميع الأسواق الأخرى تغلق أبوابها مع غروب الشمس، مطالبا بالحفاظ على هذا الإرث التراثي وحمايته من الاندثار.