أصدرت الهيئة الشرعية الإضافية في المدينةالمنورة أمس حكما عاما بالسجن 6 أشهر وغرامة 100 ألف ريال على طبيب "الأنف والأذن" الذي أجرى عمليات "ختان" خاطئة لستة أطفال وتسبب لهم في إصابات بالغة، كما تضمن الحكم سحب الترخيص الطبي وعدم مزاولة مهنة الطب نهائيا. وقد أبدى أولياء أمور الأطفال اعتراضهم على الحكم كون العقوبة لا تتناسب مع ما سببه الطبيب لأطفالهم من أضرار. ولم يتطرق الحكم لمسؤولية المستوصف عما حدث. ومن ناحية أخرى، يجري اليوم أحد الأطفال الذين بُترت أعضاؤهم الذكرية، وعمره شهران، إثر عملية ختان خاطئة أجريت له على يد طبيب عربي - موقوف حالياً على ذمة القضية - عملية قسطرة بولية لتمكينه من التبول بعد انسداد مجرى البول عقب عملية الختان الخاطئة. وانتهى الأمر بوالد الطفل مقبل سعيد العروي إلى أعتاب مستشفى النساء والولادة بمنطقة المدينةالمنورة لإيجاد حل لابنه بعدما أصابه على يد طبيب الأنف والأذن. وكان بيان لإمارة المدينةالمنورة ذكر على لسان متحدثها الرسمي محمد مصطفى سيف، أنه تم التواصل مع اللجنة الشرعية الطبية لحثها على سرعة عرض الموضوع للفصل فيه، فضلا عن التنسيق مع وزارة الصحة لعرض المتضررين على أفضل المستشفيات التخصصية لمتابعة الحالات وعلاجها، سواء داخل المملكة أو خارجها. وأوضح والد الطفل سعود (المواطن مقبل العروي)، ل"الوطن"، أنه يجري حاليا فحوصات داخل مستشفى النساء والولادة بالمدينةالمنورة استعدادا لإجراء عملية قسطرة بولية للطفل لتمكينه من إخراج البول بعد تعذره نتيجة عملية الختان الخاطئة والتسبب في سد مجرى البول للطفل بعد قطع عضوه الذكري. وقال والد الطفل إنه ربما تظل القسطرة البولية مرافقة لابنه طوال عمره. وعلمت "الوطن" أن الديون بدأت تحاصر المستوصف الخاص الذي أجريت فيه عمليات الختان بعد إغلاقه من قبل الشؤون الصحية بمنطقة المدينة منذ 12 يوما، حيث أكدت مصادر ل"الوطن"، أن المستوصف مطالب بدفع مبالغ مالية لجهات خدمية وطبية، وحرر المستوصف "شيكات" اتضح للعملاء أنها من دون رصيد، فيما وضع المستوصف أحد العاملين أمام البوابة لمقابلة المرضى والمراجعين عند طلبهم سحب ملفاتهم وتقاريرهم الطبية بعد قرار الإغلاق. وأكد محامي المستوصف عبدالرحمن المحمدي، أنه يترافع في القضية في الهيئة الشرعية لإبطال قرار "الإغلاق" بناء على المادة الحادية والعشرين للمؤسسات الصحية الخاصة، الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/40 وتاريخ 3/11/ 1423، وتغريم المستوصف مبلغ 100 ألف ريال". وتابع المحمدي: نسعى لإعادة النظر في القرار وفتح المستوصف. وعلمت "الوطن" أن المستوصف الخاص كان يحظى بسمعة جيدة على مستوى المملكة في عمليات الختان على يد طبيب يدعى "عامر"، توفي قبل شهور عدة، وحاولت إدارته استغلال تلك السمعة الجيدة وتوافد المواطنين على المستوصف، لإجراء عمليات الختان من خلال إسناد تلك المهمة لطبيب الأذن والحنجرة لإجراء عمليات الختان التي راح ضحيتها 6 أطفال.