قدمت هيئة السياحة السويسرية مبادرات من شأنها جذب الأطفال تحت سن ال16 عاما، بهدف تعميق حب الاستطلاع التاريخي لديهم، والتنشيط السياحي في الوقت نفسه، وذلك بتشجيعهم على زيارة متاحف المدينة، وترغيبهم في ذلك باللعب والترفيه، حتى لا تكون زيارتها مملة لهم. تقول مديرة هيئة السياحة بلوزان السويسرية تانيا دوباس: إن المؤشرات الأولية للتجربة تؤكد نجاحها، فالصغار عندما يكونون داخل المتاحف تفعل كل الطرق للفت انتباههم بعيدا عن "الألعاب الإلكترونية" التي بحوزتهم. وفقا لدوباس فإن المدينة تتميز ببنيتها التحتية التعليمية، وهو ما يفسر ارتفاع عدد المدارس من جميع المستويات، لذلك ابتكر مسؤولو السياحة فكرة المزج بين السياحة والتعليم والترفيه، بوضع سياسة مبتكرة لخدمة الأسرة من أجل جني فوائد أكبر. وأدت تلك السياسات إلى وجود المئات من أماكن اللعب، ووفقا للاستراتيجية طويلة الأجل التي وضعتها المجالس البلدية، يتم تطوير أقدم المرافق بانتظام، وتوفير تسهيلات جديدة لزيارتها. وأكدت دوباس أن "السياح الخليجيين الأكثر إنفاقا في لوزان، لأنهم يمضون عادة عطلات طويلة في فنادق ومنتجعات المدينة"، مشيرة إلى أن المنطقة جاذبة للسعوديين والخليجيين ومواطني دول الشرق الأوسط، بسبب موقعها على بحيرة جنيف، ولسهولة الوصول إليها من مختلف أنحاء سويسرا، وأوروبا. وأوضحت أن "لوزان" الواقعة في قلب أوروبا تعد رابع أكبر مدينة في سويسرا، وتبعد عن العاصمة جنيف 60 كلم، وتشتهر بمنتجعاتها الصحية التي يقصدها الخليجيون سنويا "للسياحة العلاجية"، وبرامج اللياقة البدنية، و"الساعة البيولوجية"، التي تساعد الزائر في إعادة تنظيم نظامه الغذائي الخاص به. وأضافت أن المدينة تضم أيضا "بحيرة جنيف" أكبر بحيرة طبيعية في أوروبا الغربية، التي توفر منظرا بانورامياً عبر جبال الألب السويسرية، والفرنسية بجوار كروم العنب في منطقة لافو التي تبعد 40 دقيقة عن مطار جنيف الدولي، وهي عاصمة مقاطعة كانتون التي تتمتع ببيئة سياسية مستقرة. وتشير أن ما جعل لوزان في قائمة "الاستهداف السياحي" الخليجي، هو أنها واحدة من أكثر المدن الأوروبية اخضرارا، بما تحويه من غابات أشهرها غابة "جورات" الشهيرة، التي تعد مكانا للقصص الملحمية الأسطورية، وتشير المعلومات الأولية أن المدينة تحوي 15 حديقة بمساحة إجمالية 350 هكتارا. وقالت دوباس: إن أكثر المواقع جاذبية في لوزان هي حديقة "فالي دي لا جونيس" التي تضم الآلاف من أشجار الصنوبر، وتحوي مرافق للعب ولهو الصغار والكبار على حد سواء، فهذا الوادي الذي يمر عبرها نهر فلون، ويعود تاريخ الحديقة إلى المعرض الوطني السويسري الذي أقيم عام 1964، ومن يومها أصبحت معروفة جيدا من قبل جميع المتزلجين الأوروبيين الذين يحرصون على المشاركة في المسابقات التي تنظمت بها على مدار العام.