يشهد مطار محافظة رفحاء ضعفا في الكثير من الخدمات التي من المفترض أن يقدمها للمسافرين ولم يعد محطة الوصول أو المغادرة المحببة لدى العديد من المسافرين نظراً لسوء تقديم الخدمة الأرضية. وقفت "الوطن" بعد عدة شكاوى من المسافرين، على مرافق المطار في محاولةٍ بعدما تلبست شخصية مسافر على إحدى الرحلات المتجهة من رفحاء إلى الرياض لرصد معاناة المسافرين. وكانت البداية صادمة إذ لا يمكن الحصول على حجز مؤكد من رفحاء إلى الرياض على مدى أسبوعين على كافة الدرجات رغم وجود 9 رحلات أسبوعية في كل رحلة يسافر عليها 66 راكبا، ورغم ذلك مرت "الوطن" بنفس التجربة بالذهاب ودخول صالة المغادرة ومرافقة المسافرين والحديث معهم وأخذ آرائهم حول الخدمات المقدمة بالمطار حتى إقلاع الطائرة. مع دخول الأمتار الأولى من أرض المطار ستسلك الطريق الذي يشير إلى مواقف الرحلات المغادرة وستقابلك مواقف سيارات المطار وبوابة مكسورة بجانبها لوحة كتبت عليها تسعيرة المواقف وعامل مختبئ بين الأشجار هرباً من حرارة الشمس إذ لا يوجد كشك خاص به. وكثيراً ما يختلف المسافرون مع حارس بوابة المواقف بسبب بدائية تسجيل وقت الدخول والخروج مطالبين العامل بفاتورة إلكترونية بدل الفاتورة اليدوية التي شكك فيها أغلب المسافرين، وبالاستفسار من الحارس أكد عدم توفر جهاز إلكتروني لتسجيل دخول وخروج المركبات إضافة إلى عدم جاهزية البوابة الإلكترونية وعدم وجود مظلات للمواقف. وليست الصدمة الوحيدة للمسافر عدم وجود عمالة لنقل الحقائب التي يفترض أن تكون من باب التسهيلات المقدمة من إدارة المطار للمسافرين، فيما سمحت لبعض عمال النظافة بتحميل حقائب المسافرين مقابل أن يكرم المسافر العامل بما تجود به يداه، بل سيصدم المسافر بأن خدمة التغليف الآمن معطلة وبوفيه المطار مغلقة ولا وجود لمكتب حجوزات في المطار. استعانت "الوطن" بأحد مسؤولي المطار لأخذ جولة في المطار لخوض تجربة المسافر لرصد معاناة المسافرين عبر المطار، وقد أبدى تعاوناً وطلب مرافقته وبدأت الجولة على "البوفيه" مشيراً إلى أنه كانت في السابق بوفيه تقدم وجبات سريعة والمشروبات إلا أن المستثمر خرج بعد رفع سعر الإيجار وتم طرح منافسة تشغيل بوفيهات مع عدة مطارات أخرى ورست المنافسة على أحد المستثمرين لكنه اكتفى بوضع المعدات دون تقديم الخدمة، مبيناً أن السبب يعود إلى عدم وجود جدوى اقتصادية في استثمار بوفيه مطار رفحاء، وأن المستثمر قدم على المنافسة من أجل الحصول على تشغيل بوفيهات المطارات الكبيرة الموجودة في العقد، مؤكداً مخاطبة هيئة الطيران المدني أكثر من مرة من قبل إدارة المطار من أجل بدء المستثمر في تشغيل البوفيه إلا أنه لم يُلزم حتى الآن بتشغيلها. ووصف مصدر مسؤول بالمطار مواقف السيارات بالمطار بأنها ليست جاذبة للاستثمار لقلة الرحلات، مبيناً أن مستثمر المواقف أخذ عقد مواقف المطار مع مجموعة من مواقف مطارات أخرى كبيرة، وأن هدف المستثمر ليس استثمار مواقف مطار رفحاء وإنما استثمار مواقف المطارات الكبيرة التي من ضمن المنافسة، مضيفاً أن إدارة المطار أرسلت عدة خطابات لهيئة الطيران المدني للنظر في إهمال المستثمر للمواقف وإكمال بنود العقد من توفير بوابة إلكترونية وكاميرات ومظلات للسيارة وعمال إلا أنه لم يأت رد ولم تتجاوب هيئة الطيران المدني مع إدارة المطار. وفي صالة انتظار المغادرين بمطار رفحاء وصف المسافر محمد الشمري خدمات مطار رفحاء بالسيئة والاستغلالية، مشيراً إلى أنه اضطر إلى إيقاف سيارته في مواقف المطار ب"ريالين" للساعة الواحدة أي ما يعادل 48 ريالا في اليوم على الرغم من عدم وجود مظلات للسيارات، مطالباً في الوقت نفسه إما بتوفير خدمة مواقف سيارات مكتملة أو السماح للمسافرين بإيقاف سياراتهم بالمجان وهو ما اتفق معه المسافر عبدالله العنزي، مضيفاً أن أسوأ ما في المطار أن تنتظر أنت وعائلتك قدوم الرحلة بساعات دون وجود مطعم أو بوفيه أو حتى ماكينة لبيع الماء والعصير، لافتاً إلى أنه اضطر للخروج من المطار والذهاب داخل المدينة من أجل أن يجلب ماء وعصيرا لأبنائه. ونقلت "الوطن" معاناة مسافري مطار رفحاء إلى المتحدث الرسمي لهيئة الطيران المدني خالد الخيبري عن طريق مكالمة ورسالة نصية إلا أنه لم يرد عليها لأكثر من شهر رغم تكرار الاتصال والإرسال.