جمالية "حكايات أيام زمان"، التي تحتفظ بخاصيتها المنطقة التاريخية بجدة التي يمتد عمرها ل3 آلاف عام، كانت وما زالت محور زائري مهرجان "جدة غير 34"، لما تملكه في خزانتها المليئة ب"الإرث التاريخي" النموذجي. فبين أزقة "تاريخية" جدة الضيقة، وما بقي مما لم تمسه "عوامل التعرية"، تستطيع أن تقرأ بين عيون الزائرين والمصطافين للمنطقة شاعر الأمويين والعباسيين الضرير بشار برد التي يقول فيها: "يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة *** والأذن تعشق قبل العين أحيانا". هنا لا تسمع إلا تاريخ جدة القديمة ومآثرها التاريخية من البنايات والمساجد والأسواق القديمة، وكأن الناس طلقوا الحديث عن العصر الجديد في حضرة المنطقة التاريخية طلاقا بائنا لا رجعة فيه. سالم الحربي من سكان المدينةالمنورة كان يطوف بين أرجاء الحارات الأربع الرئيسية التي كانت قبل هدم سور جدة القديم (اليمن والبحر والمظلوم والشام"، وكان يطرح أسئلته على جميع ما يجده أمامه، وبخاصة أصحاب المحال التجارية الذين يقابلون كل معلم من معالم المنطقة التاريخية بالبلد، وكان يسأل عن أحد المساجد الواقعة نهاية شارع سوق العلوي، فقيل له: "إن مسجد المعمار الذي يصل عمره لليوم أكثر من 340 عاما"، وكان ذهوله محط أنظار جميع من حوله وهو يلتقط بعدسة كاميرته الحديثه زوايا مختلفة من المسجد.