أكدت مصادر مقربة من دوائر صنع القرار بالولاياتالمتحدة أن موافقة وزير الدفاع الأميركي تشاك هاجل على إرسال صواريخ باتريوت وطائرات مقاتلة من طراز أف 16 إلى الأردن تتجاوز في أهدافها مجرد المشاركة في التدريبات العسكرية المشتركة المزمع إجراؤها خلال الشهر الجاري باسم "الأسد المتحفز". وأشارت إلى أن البنتاجون اتخذ قرارا أول من أمس بإبقاء هذه الأسلحة انتظاراً لما ستسفر عنه تطورات الأوضاع على الساحة السورية، ولاسيما في ظل تنامي المخاوف الدولية من وصول صواريخ S300 الروسية لدعم نظام الأسد. وقال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل جوزيف تود بريسيلي إن بقاء الأسلحة عقب انتهاء التدريبات أو إعادتها للولايات المتحدة سيتوقف على تطورات الأوضاع وتقييم الوضع الميداني من قبل الإدارة الأميركية، إلا أن مراقبين يرون أن هذه الخطوة تعتبر رسالة تحذير واضحة للنظام السوري، ولاسيما في ظل تنامي الضغوط على إدارة الرئيس باراك أوباما داخل الكونجرس للتدخل بصورة أقوى في الصراع، وكذلك الحملة المنظمة التي تشنها وسائل الإعلام الأميركية للهدف ذاته، وتحذيرها من أن بقاء الإدارة في موقف المتفرج يضر بمصالح الولاياتالمتحدة وصورتها في العالم كدولة قيادية. وتجلى تأثير هذه الضغوط في القرار الذي اتخذه مجلس الشيوخ أوائل الشهر الجاري بأغلبية ساحقة بالموافقة على تسليح المعارضة السورية. وكانت وسائل الإعلام الأميركية زادت من حدة دعوتها المطالبة لإدارة الرئيس أوباما باتخاذ موقف أكثر تشدداً من نظام بشار الأسد، ودعت صراحة لتدخل فعلي في الصراع، ولاسيما بعد تدخل "حزب الله" العلني وقتاله إلى جانب النظام في القصير. كما أشارت إلى حشد الحزب الآلاف من مقاتليه حول حلب، فيما قد يعتبر مؤشراً على هجوم وشيك على المدينة. وأكد مسؤولون بالبنتاجون أن أجهزة أميركية رصدت حشودا لحزب الله في شمال حلب فيما يبدو أنه إعداد للهجوم على المدينة من قبل تحالف القوات السورية الموالية للنظام ومقاتلي حزب الله وأفراد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وأكد قادة عسكريون بالثورة السورية أن تجمع مقاتلي حزب الله تركز في كلية عسكرية غرب المدينة وفي قرى تقع إلى شمالها، غير أنهم قدروا عددهم بنحو أربعة آلاف مسلح. وعلق السيناتور جون ماكين عن اقتراب موعد معركة حلب بقوله إن ذلك طبيعي بالنظر لتدفق الأسلحة من إيران وروسيا إلى قوات النظام، وتحرك مسلحي حزب الله وفيلق القدس والحرس الثوري. وكانت التقديرات وضعت عدد مسلحي حزب الله في سورية ما بين سبعة وعشرة آلاف مسلح، من بينهم نحو ثلاثة آلاف في القصير.