تناقل كثيرون خبر سماح وزارة الداخلية "رسميا" بالشروع في منح تراخيص للأندية النسائية الصحية، في أعقاب دراسة استوجبت التوقف لدراسة أوضاع المراكز القائمة، واكتشاف جملة من الممارسات الخاطئة والمخالفة في آلية عملها، وهو ما أشارت إليه "الوطن" قبل فترة، وطبقا لما حصلت عليه من معلومات، عندما أكدت أن الوزارة في طور البدء الفعلي بمنح تراخيص الأندية، عبر اتصالات بين أربع جهات حكومية، هي: وزارات الشؤون البلدية والقروية، العمل، الصحة، إلى جانب الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لوضع ضوابط محددة قبل منح التراخيص، بما يضمن القضاء على المخالفات المكتشفة في أوقات سابقة، كما قضت بضرورة السماح بافتتاح أندية نسائية ومراكز وصالات رياضية خاصة بالنساء، ووضع ضوابط لها، لحاجة النساء لمثل هذا النشاط. هروب من الروتين لم تكن هذه الأندية في نظر البعض سوى ملتقى ترفيهيا واجتماعيا تحتاجه النساء للترفيه عن أنفسهن والوجود مع سيدات يبحثن عن أماكن يقضين فيها أوقاتهن، بعيدا عن الروتين المتكرر في لقاءاتهن المستمرة في أماكن أخرى مختلفة، كالمطاعم والمقاهي التي تزيد نسبة سمنتهن، بيد أن النظرة اختلفت الآن كون هذه الأندية تحتوي صالات رياضية ومرفقات متخصصة للسيدات كحمامات البخار والمساج والتجميل وغيرها، الأمر الذي دفع نساء كثر للمطالبة بافتتاح مزيد من الأندية الصحية للحد من غلاء أسعارها، مشيرات إلى أن زيادة أعدادها سيجبر مالكيها على التنافس لتقديم خدمات أفضل. دوافع متفاوتة "الوطن" وجدت في بعض الأندية الصحية الموجودة فعليا والتابعة لمستشفيات كبرى بالعاصمة، وكان المشهد العام لهذه المراكز يؤكد وجود أعداد كبيرة من المشتركات تفاوتت أسباب اشتراكهن في النادي، حيث أوضحت مها القحطاني، أن اشتراكها يعود لحرصها على مزاولة هوايتها للسباحة، بغض النظر عن حصص التدريب المتنوعة والمختلفة التي تميز بها النادي الذي تنضم إليه، مؤكدة أن قلة وجود أحواض السباحة في الأندية دفع الفتيات إلى التوجه إلى أندية معينة لممارسة هوايتهن في السباحة في جو عام واجتماعي، كونها تفضل ممارستها مع صديقاتها، مشيرة إلى أن هذا هو عامها الثاني في هذا النادي الذي اعتبرته ملتقى عاما لها ولصديقاتها. محاربة السمنة وفي وقت ترى رزان والتي من يراها يتعجب لوجودها في ناد صحي، أنها تفضل الحفاظ على رشاقتها منذ تخرجها من مدرستها الأهلية، التي كانت تمارس فيها الرياضة وهي من الإيجابيات الكثيرة التي اكتسبتها بالتحاقها في مدرسة أهلية تهتم بالرياضة، نجد أن عددا من السيدات المشاركات يشكون من السمنة، منتقدات الجو العام المشابه لحياة المرأة الروتيني في العاصمة، مؤكدات أنه وراء هذا النوع من السمنة، وقالت وجدان العمر: إن بيئتها الاجتماعية وروتينها العام كانا سببا في فقدانها السيطرة على وزنها ما جعلها تلتحق مرغمة بالنادي الرياضي بالرغم من ارتفاع أسعاره، متعجبة من التفاوت الواضح بين اشتراكات النساء والرجال في الأندية. الرياضة في المدارس وطالبت أمجاد أن تفرض وزارة التربية والتعليم حصص الرياضة في مدارس الفتيات الحكومية أيضا وألا تقتصر على المدارس الأهلية، مؤكدة أنها موجودة أساسا منذ زمن بعيد، مستشهدة بإحدى قريباتها التي تدرس في أحد المدارس الأهلية والتي تعلمت رياضات متنوعة من خلال حصص التربية البدنية مثل، كرة السلة والقدم والطائرة، إضافة إلى رياضة الإحماء التي تمارسها المتدربة قبل أية رياضة، وكذلك الأداء الحركي مثل الجمباز وغيرها، بإشراف مدربات أجنبيات متخصصات في التربية البدنية وحاصلات على شهادة بكالوريوس وفق مناهج مقررة في مدرستهم الخاصة لتدريس هذه المادة المدرجة ضمن النشاط البدني الخاص لجميع المراحل بالمدرسة، وأشارت ريم إلى أنها حريصة على مزاولة رياضة المشي في الأماكن التي خصصتها أمانة مدينة الرياض، إلا أن صيف الرياض الحار لم يسمح لها بالاستمرار في المشي إلا في فترة المساء وهو ما صعب عليها الاستمرار قبل أن تلتحق بالنادي. أسعار باهظة في المقابل توجد أعداد لا بأس بها من السيدات المتقدمات في السن واللواتي حرصن على ممارسة السباحة والرياضات الجسدية الخاصة مع تقدمهن في العمر، وتبين أم عبدالعزيز، أنها تحتاج إلى مزاولة الرياضة المائية بأمر الطبيب لتتخلص من آلام ركبتها والروماتيزم، منتقدة في الوقت ذاته الأسعار الباهظة لهذه الأندية، موضحة أن ابنها "ملتحق بناد متخصص للرجال تقدم فيه خدمات أفضل من الأندية النسائية ورسومه لم تصل لنصف ما ندفعه نحن النساء"، وهو ما توافقه عليه أم نورة التي أوضحت أنها التحقت بأكثر من ناد نسائي في الرياض على سبيل البحث عن أفضلها، و"جميعهم يقدمون نفس الخدمات وبأسعار عالية، مستغلين قلة هذه الأندية وحاجة النساء لها". مدربات متخصصات من جانب آخر، أكدت أم رائد، أن الأندية الرجالية تتميز بوجود مدربين متخصصين في الرياضة عكس ما يجدن في الأندية النسائية، كاشفة أن"أغلب الأندية توظف أجنبيات يمارسن ذات الرياضة دون معرفة بحاجة المتدربة، إن كانت تحتاج إلى تدريب صحي أو رياضي"، واتفق جميع المشتركات في المطالبة بمدربات متخصصات، خاصات لكبيرات السن يملكن الوعي التام بمتطلباتهن الصحية.