تصاعدت تداعيات قضية تهديد الأستاذ الجامعي اليمني أحمد الطرس العرامي ب"قطع رأسه" من قبل جماعات وصفت ب"المتشددة" في اليمن بسبب "اقتراحه"على طلابه دراسة ومناقشة رواية "حرمة" للروائي والشاعر اليمني علي المقري، مما أدى إلى هروبه خارج اليمن واختفائه في مكان غير معروف حتى الآن، إذ طالت التهديدات "المقري" نفسه وعائلته، مما جعل أكثر من 40 مثقفا وأدبيا من مختلف الدول العربية يصدرون أمس "الجمعة" بيانا تضامنيا دعوا فيه الحكومة اليمنية إلى "التدخل السريع لإنقاذ حياتي كاتبين أسهما بشكل لافت في الحياة الثقافية اليمنية والعربية، وتوفير الحماية والعيش الآمن لهما ولأسرتيهما". وعلق الروائي علي المقري في اتصال هاتفي مع"الوطن" أمس قائلا: "آمل أن يحصل العرامي على مكان آمن في هذا العالم؛ ليمارس دروسه بحرية ودون تهديد أو فصل فهو ما زال في متقبل العمر"، مضيفا: "أما أنا فقد ألفت التهديدات وهذه هي المرة الرابعة... لن ألجأ كما يظن البعض". متسدركا "أنا لا أدعي الشجاعة ولا أحب تعذيب نفسي، ولكن لم يعد في العمر بقية للعيش بشكل أفضل في أي مكان في العالم، لهذا سأبقى في صنعاء حتى آخر لحظة في عمري". وقال البيان الذي وقعه مثقفون من اليمن و مصر والمغرب والعراق وسورية والجزائر والإمارات ولبنان وفلسطين والكويت والأردن وتونس "نعلن قلقنا الشديد عن ما يتعرض له الأديبان اليمنيان أحمد الطرس العرامي، وعلي المقري، من تهديدات بالقتل من قبل متطرفين، بعلم السلطات الحكومية. إلى جانب قيام إدارة جامعة البيضاء اليمنية بفصل الشاعر العرامي من عمله الأكاديمي في كلية رداع عقابا له على اقتراحه لطلابه دراسة ومناقشة رواية "حرمة" للروائي علي المقري. وأضاف البيان: "قام المتطرفون، بالرغم من صدور قرار الفصل، بحملة واسعة ضد العرامي وهددوه، بعد فصله عن عمله، بفصل رأسه عن جسده، وتعليقه في مدخل مدينة رداع، مما اضطره للفرار إلى خارج اليمن؛ خوفا على حياته، في الوقت الذي ما يزال فيه الكاتب علي المقري وعائلته، إلى جانب عائلة العرامي، يتلقون التهديدات بالقتل مباشرة، وعبر مختلف وسائل الاتصال والإعلام". وتابع البيان: "إنّنا إذ ندين هذه الإجراءات والممارسات الإرهابية ضد الكاتبين، والتي تأتي متواصلة مع ثلاث حملات تكفيرية تعرّض لها المقري خلال السنوات السابقة بسبب كتاباته، فإنّنا، في الوقت نفسه، نطالب الحكومة اليمنية بالتدخل السريع لإنقاذ حياة كاتبين أسهما بشكل لافت في الحياة الثقافية اليمنية والعربية، وتوفير الحماية والعيش الآمن لهما ولأسرتيهما، والتدخل لإيقاف قرار إدارة الجامعة بفصل العرامي من عمله الأكاديمي، واستعادة المنحة الأكاديمية الخارجية التي كانت مقرّرة له، وتم حرمانه منها بسبب إجراء الفصل". وكان من أبرز الموقعين على البيان: واسيني الأعرج روائي جزائري، محمد برادة روائي وناقد مغربي، سعدي يوسف شاعر عراقي، وديع سعادة شاعر لبناني، عباس بيضون شاعر وروائي لبناني، إبراهيم عبدالمجيد روائي مصري، غسان زقطان شاعر فلسطيني، ظبية خميس كاتبة وشاعرة من الإمارات، طالب الرفاعي كاتب كويتي، فخري صالح كاتب من الأردن، ميرال الطحاوي، كاتبة من مصر، مها حسن كاتبة من سورية، إسكندر حبش شاعر وكاتب من لبنان، خالد المعالي، شاعر وناشر من العراق، أحمد الشهاوي شاعر مصري، ياسين عدنان شاعر مغربي, وغيرهم.