يعدّ حي الناصرية من أصغر الأحياء في الدمام ومن أشهرها في نفس الوقت؛ لقربه من سكة الحديد، وكان يسكن حي الناصرية في بداية إنشائه موظفو سكة الحديد؛ بحكم قرب الحي من عملهم، ومع تطور مدينة الدمام وتطور أحيائها أصبح حي ناصرية من الأحياء القديمة التي تنقصها بعض الخدمات. بعض ساكني الحي تحدثوا إلى"الوطن" عن أهم الأشياء التي تنقص حيهم، وكان من أبرز ملاحظاتهم، ضيق الشوارع، وعدم الاهتمام بالأرصفة والإنارة، وعدم وجود مركز يهتم بالأنشطة التي تهتم بشباب الحي. وقال محمد الماجد أحد السكان إن الحي يعاني من ضيق شوارعه وعدم الاهتمام بالأرصفة، وضعف الإنارة في بعض أجزاء الحي، مشيرا إلى أن هناك بعض أصحاب المنازل في الحي قاموا بتركيب مظلات السيارات رغم ضيق شوارع الحي، مما يعيق حركة السيارات لضيق الشوارع، ويشكل خطرا كبيرا في حالة وقوع حريق، ومطالبا بلدية شرق الدمام بتنفيذ حملة لإزالة تلك المظلات وتوسعة بعض الشوارع وإعادة رصف الشوارع والاهتمام بإنارة الحي وعمل صيانة دورية لها. وأشار جمال الدوسري، إلى أنه لا يوجد في الحي أماكن ترفيه سوى حديقة صغيرة جدا ليس فيها وسائل الترفيه كافة، التي تهتم بالطفل والشاب على حد سواء، مبينا أن الحديقة الوحيدة تتعرض إلى التخريب وتشويه مرافقها، ومطالبا الأمانة بتكثيف الرقابة على هذه الحديقة للحد من التخريب والتشويه اللذين تتعرض لهما باستمرار. وشكا سعد القحطاني من تجمع الشباب في ساعات متأخرة من الليل وسهرهم ساعات طويلة أمام منازلهم، مما يسبب إزعاجا لسكان الحي خاصة وقت النوم، وطالب بإنشاء مركز اجتماعي للحي يجتمع فيه الأهالي، يمارس فيه أبناؤهم بعض الأنشطة الرياضية لعدم وجود ملاعب مهيأة في الحي وتقام فيه المحاضرات التوعوية التي تهتم بتثقيفهم. من جهته، أوضح رئيس بلدية شرق الدمام المهندس زياد السويدان ل"الوطن"، أن الأمانة بدأت فعليا في تطوير وإعادة تأهيل حي الناصرية، بإعادة ترصيف الشوارع وسفلتة الشوارع التي تحتاج لإعادة سفلتة، وتحسين الإنارة في الحي وإعادة صيانتها، مبينا أن الأمانة تتأخر في بعض الأحيان في تنفيذ بعض المشاريع حتى تنتهي بعض الجهات الخدمية من الانتهاء من مشاريعها حتى لا يكون هناك عملية حفر مرة أخرى للشوارع، بحيث تنفذ المشاريع بعد التنسيق المشترك مع جميع الجهات الخدمية. وأشار السويدان إلى أن من أعمال التطوير والاهتمام بحي الناصرية، إزالة المستودعات التجارية المجاورة للحي، التي كانت تشكل مصدر إزعاج كبير لسكان الحي، لافتا أن هناك دراسة من قبل التخطيط العمراني للاستفادة من أراضي تلك المستودعات وتحويلها إلى أراض سكنية أو استثمارية. وأكد السويدان أن الأمانة تواجه بعض التحديات والمعوقات عند تطوير الأحياء القديمة من أبرزها، كثرة المخالفات من قبل ملاك العقارات سواء بناء أدوار إضافية مخالفة أو ترك منازلهم دون عناية منهم، سواء عدم اهتمامهم بالمظهر الخارجي للمنزل، فبعض المنازل طلاؤها قديم وأصبحت تشوه المنظر العام للحي، والبعض الآخر يرتكب مخالفة بتركيبه مظلات السيارات، مما يتسبب في ضيق الشوارع، واحتمال انتشار الحريق بين المنازل في حال وقوعه. وذكر أن بلدية شرق الدمام نفذت عدة جولات للقضاء على هذه الظاهرة التي تشوه الأحياء.