رفضت الحكومة السودانية بصورة قاطعة عرض الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، بالتوسط بينها وبين حركات دارفور المسلحة. وقال وزير الدولة برئاسة الجمهورية أمين حسن عمر، إن بلاده ترفض "هراء موسفيني"، مشيرا إلى أنه وسيط غير مؤتمن لأنه يتحدى الإرادة الدولية للسلام، ويأوي حركات مسلحة، ومشهود له بمواقفه العدائية المستمرة، وعلاقاته القديمة بالدوائر المعادية ليس للسودان فقط، بل للثقافة العربية بصورة عامة. إلى ذلك أعلن الجيش السوداني أن قواته تمكنت من صد هجوم على منطقة الدندور بولاية جنوب كردفان على بعد 15 كلم جنوب عاصمة الولاية كادقلي، وقال المتحدث باسمه الصوارمي خالد سعد، إن قوات تابعة للمتمردين قامت صباح أول من أمس بمهاجمة المنطقة مستخدمة الدبابات والمدفعيات بغرض السيطرة على الدندور، وأكد أن قواته تمكنت من قتل أكثر من 70 متمردا والاستيلاء على دبابتين بحالة جيدة. وأشار إلى أن القوات المسلحة ما زالت تواصل عمليات المطاردة والتمشيط حتى يعم الأمن والاستقرار والطمأنينة سكان المنطقة. من جهته أكد متحدث باسم المتمردين وقوع الهجوم، نافيا الحصيلة التي أوردتها الخرطوم، مشيرا إلى أنهم أسقطوا مروحية للجيش ودمروا له دبابة وآلية عسكرية. من جهة أخرى اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير أن الأسلحة التي تتسرب من ليبيا إلى الكثير من الدول الأفريقية تشكل "تهديدا مباشرا لكل دول المنطقة". وقال في مقابلة تلفزيونية: إن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي قام بتسليح عدد كبير من أبناء القارة الأفريقية الذين كانوا في ليبيا لمساندته ضد الثورة التي أطاحت به. وقال: "هذا الوضع يهدد بصورة كبيرة الكثير من دول المنطقة، ونحن في السودان أخذنا نصيبا كبيرا من هذه الأسلحة، وكذلك النيجر ومالي". وأضاف أن كل الدول الأفريقية التي تعاني من هذه المشكلة لها مصلحة في جمع السلاح والقضاء على هذه المجموعات، موضحا أن الحل الأمثل هو أن تجتمع الأجهزة الأمنية لهذه الدول لتأمين حدودها.