نفى عضو لجنة الاستقدام بغرفة جدة صالح حرندة أي تأثر في سوق استقدام العمالة خلال فترة تصحيح العمالة، مبينا أن هناك زيادة في بعض نسب استيراد العمالة وخاصة من الدول الآسيوية. وأرجع حرندة ذلك إلى رغبة الشركات في التعاقد مع عمالة جديدة بعيدة عن السلبيات ومخالفة أنظمة الإقامة والعمل طول السنوات الماضية، والبحث عن كوادر وظيفية بعيدا عن المشاكل والمخالفات العمالية مع كفلاء سابقين. وقال حرندة لمسنا حرص الشركات على التركيز على المهن المهنية التي تقل فيها نسب السعوديين ممن يحملون شهادات مهنية في هذا المجال وخاصة المهن البسيطة، في حين أصبح من النادر أن يكون هناك طلب لمهن إدارية وإشرافية، ولرغبتهم في تأهيل مواطنين وشغلها لتحقيق النسب المطلوبة في برنامج السعودة والحد من تعثرها. يأتي ذلك في وقت تشهد سفارات كثير من الدول زحاما شديدا لإنهاء أوراقهم، سواء بنقل وتصحيح أوراقهم والبحث عن كفلاء جدد أو الذهاب والعودة لأوطانهم. وقالت مصادر مطلعة إن هذا الإجراء متبع في الأيام العادية ولكن المختلف هو الزحام لرغبتهم في تصحيح أوضاعهم قبل المهلة المحددة. من جهته قال عضو لجنة السياحية بغرفة جدة مشعل النافع إن تصحيح العمالة لن يخدم سوى القطاع الخدمي وخاصة قطاع المقاولات وعدد من العمالة الماهرة والتي لها باع وتجارب ناجحة في السوق، بينما لن يخدم القطاعات الأخرى، فالعمالة المخالفة تتميز بعدم خبرتها وسلبية تعاملها مع الجمهور وهذا أمر مهم لقطاعات تجارية كقطاع السياحة والتعاليم والتسويق وغيرها من المجالات. وقال النافع إن كل يوم نسمع عن تعاقد عدد كبير من الشركات مع عمالة مخالفة في السوق بعد أن تسبب بيع التأشيرات ورغبة العمالة في العمل في مهن مخالفة وخاصة في الغش التجاري، والتصحيح سيقضي تماما على هذه السلبيات ولن يكون هناك عمالة تعمل في منشأة الغير، فالدولة حريصة على تنظيم العمالة لديها لما ينعكس ذلك من مخالفات وجرائم على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي. يذكر أن وزارة العمل أكدت أن الجهات المختصة ستبدأ في الحملات التفتيشية، وتطبيق النظام على المخالفين من أصحاب العمل والعمالة الوافدة فور انتهاء المهلة، ولن تستثني أي شركة من تطبيق العقوبات. .. وإدارة الوافدين بالرياض "تكتظ" بالمراجعين الرياض: رياض المسلم ربكة مرورية، ومشهد أشبه بإغراق المكان بالبشر، هكذا كان هو الحال في محيط إدارة الوافدين وسط العاصمة الرياض، حيث احتشد آلاف العمالة الوافدة من مختلف الجنسيات أمام الإدارة من أجل استغلال مهلة التصحيح لأوضاعهم إما بالعمل لدى كفلائهم أو نقل الكفالة أو ترحيلهم إلى بلادهم، واصطف هؤلاء العمالة أمام إدارة الوافدين وتسببوا في حدوث ازدحام شديد للمارة، لا سيما أن الأعداد كبيرة جدا. ورصدت "الوطن" آلاف العمالة المخالفة الذين تواجدوا أمام إدارة الوافدين منذ الأسبوع الجاري والبعض منهم لم يتمكن من الدخول لشدة الازدحام، ولم يقتصر الأمر على الرجال المخالفين، بل تواجد أيضا وافدات من دول مختلفة حرصن على تصحيح أوضاعهن أو السفر إلى بلادهن، وقامت إدارة الوافدين بتسخير إمكاناتها من أجل العمل على إنجاز مهامهم فيما يخص تصحيح وضع العمالة المخالفة، كما يشير القريبون من الإدارة. ويشير عدد من العمالة المخالفة في حديثهم إلى "الوطن" إلى أنهم يأملون في انتهاء معاناتهم، حيث إن البعض منهم يعمل مخالفا لأنظمة الإقامة منذ سنوات طويلة ويرغب في تصحيح وضعه، ووافد آخر يشير إلى أنه يسعى لمغادرة المملكة التي قضى فيها وقتا طويلا، وأن تكون مغادرته بطريقة نظامية بعد أن بقي فترة مديدة بطريقة غير نظامية. وبحسب ما رصدت "الوطن" فإن أكثر الوافدين المخالفين المتواجدين لدى إدارة الوافدين من الرجال ويمثلون ما نسبته 75% فيما البقية من النساء المخالفات، ولم تحدد إدارة الوافدين الأعداد التي تقدمت إلى الآن من أجل تصحيح أوضاعهم ولكن المصادر تؤكد بأنها تخطت الآلاف، كما تبين أعداد المتقدمين المتواجدين في الطريق والمحتشدين أمام مبنى إدارة الوافدين إلى جانب وجود العديد من كفلائهم. ولم يقتصر الأمر على إدارة الوافدين، بل إن عددا من السفارات والقنصليات في مدينة الرياض احتشد أمامها مئات مواطنيها الذين يقيمون في المملكة بطريقة غير نظامية بغية تصحيح أوضاعهم أو الرحيل إلى بلادهم، حيث تسعى تلك السفارات إلى ترحيلهم.