سلمت فتاة سعودية في العشرينات من عمرها نفسها إلى دار رعاية الفتيات بأبها التابعة لإدارة الشؤون الاجتماعية في منطقة عسير أول من أمس، بعد أن تغيبت عن أسرتها التي تقطن محافظة خميس مشيط قرابة 7 أشهر. وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة المقدم عبدالله بن علي آل شعثان ل"الوطن" أن الدوريات الأمنية تلقت اتصالاً من دار رعاية الفتيات يفيد بوجود فتاة هاربة، وتم استلامها من قبل الدوريات ومن ثم تسليمها لمركز شرطة شرق أبها، مضيفاً أنه تم تحويلها لاحقا إلى مركز شرطة الجنوبية في محافظة خميس مشيط، على اعتبارها مصدر التبليغ، فيما تستكمل الجهات المعنية التحقيق مع الفتاة. وما يزال الغموض يكتنف قصة تغيب الفتاة عن ذويها كل هذه الفترة، والأماكن التي ذهبت إليها، على الرغم من تأكيدات الناطق الإعلامي لشرطة عسير بأن التحقيقات ما تزال في البداية، ولا يمكن الجزم بأي معلومات تظهر من هنا أو هناك ولا يمكن اعتبار هذه المعلومات أكيدة، مما يمكن أن يؤدي إلى فساد مسار القضية. وأوضح آل شعثان أنه تم إطلاع أسرة الفتاة بأنها سلمت نفسها، وأن التحقيق معها بدأ لتوه. وأضاف أن الجهات الأمنية ستضمن حماية الفتاة، وستضمن تدخل أي جهات رسمية أخرى مثل حقوق الإنسان أو الشؤون الاجتماعية ممثلة في دار الحماية الاجتماعية. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي للشؤون الاجتماعية في منطقة عسير، علي الأسمري، أن دور الرعاية الاجتماعية لم تستقبل الفتاة بصورة رسمية، وإنما مكثت بعض الوقت في دار رعاية الفتيات، ريثما يتم تسليمها للجهات الأمنية. من جانبها، أكدت مديرة دار الحماية الاجتماعية في أبها، أسماء إسماعيل، أن الدار رفضت استقبال الفتاة في البداية، ومن ثم تم إبلاغ الجهات الأمنية بوجودها في الدار، حيث حضرت واستلمتها، مشيرة إلى أن الفتيات اللاتي لديهن سوابق أو قضايا أو يوجد بلاغ سابق عليهن لا يتم استقبالهن في الدار إلا بخطاب موجه من الشرطة. إلى ذلك، أوضح رئيس فرع هيئة حقوق الإنسان في منطقة عسير، الدكتور هادي اليامي، أن الهيئة بصدد إرسال فريق من كوادرها النسائية للوقوف على حالة الفتاة من النواحي الإنسانية، والتأكد من مناسبة مقر إقامتها، والخدمات المقدمة. ومن المقرر أن يبدأ الطب الشرعي في إجراء فحص شامل للفتاة، وتضمين التقرير ملف القضية، وسط معلومات تشير إلى أن الفتاة لا ترغب في العودة إلى أهلها عطفاً على مشكلات سابقة.