خلف أسوار المنازل ثمة حكايات تؤكد أن النجوم وأسرهم يعيشون حالات من الافتقاد لا تغني عنها الأضواء المسلطة عليهم في كل حين. ففي وقت يفتقد فيه نور الصغير والده النجم محمد نور المنتقل إلى النصر أخيراً بعدما اعتاد دفء وجود الوالد في المنزل، افتقدت أسرة نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي للخصوصية أمام تلصص الجيران وإزعاجاتهم التي لم ينفع معها بناؤه حاجزاً أمام منزله لإبعاد الفضوليين والمستأجرين المزعجين. تتحدث زوجة نور إلى "الوطن" معلنة أن العائلة لم تعتد ابتعاد معيلها إلا لمهام مع المنتخب وناديه سرعان ما يعود منها ليكون بصحبتها وأبنائه نور ونوران وليان، وأنها تترقب إجازة الصيف حيث تنهي ابنتها نوران دراستها، لتلحق بزوجها الذي انتقل للإقامة في الرياض بحكم انتقال ارتباطه إلى النصر بعدما فضل لسنوات طويلة البقاء في مكةالمكرمة حيث أسرته ورفاقه، متحملاً مشاق التنقل اليومي بينها وبين جدة حيث مقر ناديه السابق الاتحاد. في المقابل، لم يجد ميسي لتجنب الدخول في متاهات القضاء الذي هدد الجيران باللجوء إليه لطلب إزالة الحاجز سوى أن يعمد إلى شراء المنازل المجاورة لمسكنه الفاخر في ضاحية "كاستيديفيس" في برشلونة، في خطوة تمهد إلى إنشاء ما يشبه "المجمع السكني" ليحصل على الخصوصية التي ينشدها وأسرته.
يبحث نور الصغير عن والده قائد الاتحاد السابق، المنتقل إلى النصر حديثا، في أرجاء المنزل في أحد الأحياء بمكةالمكرمة، وينادي على أبيه، فهو لا يزال غير مستوعب أن النجم الكبير في النادي والأب الحنون في البيت غادر الأسرتين، فترك ناديه الأصلي في جدة وبيته الجميل في مكةالمكرمة. وعلى العكس، تدرك الصغيرتان نوران وليان أن نور انتقل من الفريق وخرج من البيت نحو النصر في الرياض، فقد تعودتا على غيابه في المعسكرات والتدريبات، سواء مع النادي أو المنتخب، ولكنهما تفتقدانه لإحساسهما أن الغياب هذه المرة ليس كالمرات السابقة، فهو الرحيل. وفي المقابل، لا تكاد أم نوران تتحمل المكوث في مكةالمكرمة وحدها دون رجل البيت، نور، فهما لم يفترقا من قبل طويلا، إلا على فترات متقطعة بسبب انشغالاته بالكرة، وهو الأمر الذي اعتادت عليه كثيراً وتقبلته من أجل نجاحه، ولكنها اليوم تأبى أن تبقى بعيدة، وستقترب لتوفر له مقومات هذا النجاح، ليستمر في تقديم عطاءات لجماهيره وإنجازاته لناديه الجديد. تقول أم نوران ل"الوطن"، "أحب مكةالمكرمة، فقد عشت فيها طوال حياتي، وهي الأرض الطاهرة التي يعشقها نور، ولم يرحل عنها رغم أنه يلعب لنادي الاتحاد في جدة، لقد كان بإمكانه أن يسكن بجوار النادي، ويوفر مشقة التنقل يوميا لأداء التدريبات، ولكنه لم يستطع، بل إنه لم يحاول، نظير ارتباطه بالأرض المقدسة، وحاراتها، وأصدقائه، وإخوته". وتضيف "لزوجي نور أخ في الرياض، ولكنني لا أستطيع أن أعيش من غيره في مكةالمكرمة، سأطير إلى الرياض مع أول يوم من إجازة الصيف، حيث أنتظر فقط أنا وبنتاي ونور الصغير، أن تنتهي السنة المدرسية الحالية. سأنتقل للعيش بجواره في الرياض في أقرب وقت، فنور زوج صالح وأب حنون يهتم بشؤون أسرته، ولا ينشغل عنها إلا لأداء واجبه كلاعب كرة قدم". وعن حياتها مع نجم كبير تسلط عليه الأضواء كثيرا، تجيب "شخصية نور بسيطة جدا وحياتي بالتالي لم تتأثر أو تتغير، وهي تختلف عن حياة زوجات النجوم، لأنه شخص غير متكلف". وتصف أم نوران زوجها النجم الكبير بقولها "إنه صاحب القلب الطيب، الكريم المتسامح الذي لا يمكن أن يغمض له جفن وأحد مستاء منه، حتى لو كان نور على حق وتعامله مع جميع الناس جميل". وعما إذا كان نور قد تأثر برحيله من ناديه العميد إلى النصر، تقول:"نور شخص مؤمن بالله والأقدار التي كتبت له أو عليه، كان يردد علي، هذا قضاء الله تعالى وأنا سأرضى به كيفما يكون". "جيران" ميسي يدفعون ثمن إزعاجهم عندما تكون ثرياً وتعاني من مضايقة وإزعاج جيرانك، فليس أمامك سوى حل منطقي واحد: شراء منزلهم. هذا ببساطة ما فعله النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، بعد أن واجه احتمال رفع دعوى قضائية ضده بسبب حاجز نصبه أمام منزله لإبعاد الفضوليين والمستأجرين المزعجين بمنزل مجاور لملكيته بضاحية "كاستيديفيس" في برشلونة. وبالرغم من أن اللاعب لا يسكن في هذا المنزل إلا أن عددا من أفراد عائلته يقيمون فيه، وهذا سبب كاف يدفع الجيران المهتمين إلى اختراق خصوصية النجم الأرجنتيني. الطريف أن المالك وبسبب ركود المنطقة سبق أن عرض على ميسي فرصة شراء المنزل المجاور بيد أن الأخير رفض، وهو ما دفع المالك إلى تأجير بعض غرفه، مما تسبب في تواجد كثير من الغرباء القادمين لهذه الضاحية الفخمة، وخاصة حول منزل "المايسترو"، إضافة إلى أن المستأجرين الجدد بدأوا في ممارسة فضولهم، وأيضاً إظهار تصرفات غير مهذبة، كعزف الموسيقى الصاخبة، ما تسبب فوراً في قلق أقرباء النجم الشهير. وكان رد الفعل الأولي لعائلة ميسي بناء حاجز بين العقارين حفاظاً على الخصوصية قبل أن يتبين أن هذه الخطوة تتعارض مع بعض القوانين المحلية ما دفع الجيران إلى تقديم شكوى رسمية وهددوا بجر الأرجنتيني إلى المحكمة، بعدها أخذ الموقف في التصعيد وخشيت العائلة المخاطرة بأن يتورط ميسي في نزاع قانوني لاحاجة له وربما يتسبب أيضاً في تهديد شعبيته، لذا وفي النهاية خضع ميسي لمطالب جيرانه وأزال الحاجز، وبطريقة ما عبر ممثله القانوني نجح في إبرام اتفاق مع المالك لشراء العقار ووضع نهاية لهذا النزاع، ويتردد حالياً أن العائلة تضع في الاعتبار توسيع ملكيتها بشراء عقار ثالث في نفس الموقع لإنشاء "مجمع سكني" في الضاحية الأكثر أناقة وغلاءً في برشلونة.