قبل أسبوع فقط، لم يكن أحد يعرف مهاجم الاتحاد الواعد عبدالرحمن الغامدي، باعتباره المهاجم الخامس في صفوف "العميد"، بعد نايف هزازي والبرازيلي بيل وفهد المولد ومختار فلاتة. إلا أن 5 أيام فقط كانت كفيلة بأن يكون لامعاً في الساحة الرياضية والإعلامية، بتسجيله هدفين لفريقه أمام الهلال ذهاباً وإياباً، وقاد بهدف الإياب فريقه للوصول إلى نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال. وانطبقت مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد" على الغامدي، الذي منحته الخلافات والمشاكل التي تعرض لها فريقه الفرصة في أن يصبح المهاجم الأول. هزازي وبيل وتعود قصة الخلافات والمشاكل التي استفاد منها الغامدي، إلى اشتباك هزازي مع أحد زملائه اللاعبين في التمرين وتطاوله، حيث قرر الجهازان الإداري والفني استبعاده من القائمة، ودفعا بالمهاجمين فلاتة والمولد في خط الهجوم في مباراة الذهاب، وعندما أوشكت المباراة على لفظ أنفاسها الأخيرة طلب المدرب الإسباني بينات من البرازيلي بيل الاستعداد للنزول، إلا أن مساعد مدرب الاتحاد عمر محضار أشار على بينات بعبدالرحمن الغامدي، خصوصاً وأن البرازيلي بيل لم يقدم شيئاً للفريق في معظم المباريات التي شارك فيها، وهو ما غير رأي المدرب لينفجر البرازيلي بوابل من الشتائم على الجهاز الفني، لكن ذلك لم يمنع من اتخاذ قرار المغامرة؛ حيث تم الزج بالغامدي بديلاً للمجري جورجي ساندرو، فاستطاع بفضل الله ثم بفضل إمكانياته العالية وحسه التهديفي أن يحسم مباراة الذهاب ضد الهلال بتسجيله هدف فريقه الثالث عند الدقيقة 80. وفي مباراة الإياب وعلى نفس السيناريو، زج المدرب بالغامدي بديلاً لزميله الشاب هتان باهبري، فاستطاع اقتناص هدف التعادل في الدقيقة 81 وصعد بالفريق إلى نصف النهائي. محضار والفرصة وأكد مساعد مدرب الاتحاد عمر المحضار أن الغامدي "موهبة"، تحتاج الدعم فقط، لما يمتلكه من مهارات عالية وحس تهديفي أمام المرمى، وقال "أعتقد أن كل مقومات اللاعب التكتيكي فيه، وكان ينتظر أن يأخذ فرصته فقط". وعن المشاكل التي تعرض لها الفريق وكانت سبباً في بزوغ نجم جديد على ساحة الكرة السعودية والاتحادية، قال "الغامدي قادر على أن يكون اللاعب الأول، وكان لدينا نظرة أن تكون مشاركته بالتدرج، لكن الظروف ساعدته وساعدتنا على أن يلعب جزءا من مباراتي الذهاب والإياب أمام منافس قوي وهو الهلال، واستطاع ولله الحمد أن يحسم اللقاءين بفضل الله ثم بفضل جهوده مع زملائه، كما استطاع أن يقدم نفسه بشكل مميز ورائع، وهو ما يجعلنا نتنبأ بمستقبل كبير له". وعن غضب اللاعب البرازيلي في مباراة الذهاب، أكد محضار أن قناعة مشتركة بينه وبين بينات أن الغامدي لديه الكثير، عكس البرازيلي بيل الذي منح أكثر من فرصة ولعب أكثر من مباراة ولم يفد بشيء. وأضاف "المدرب تردد قليلا، ولكن سرعان ما وافق وهو ما أغضب بيل الذي كان يحتج لأننا دفعنا بلاعب صغير وهو على دكة الاحتياط، وبدأ يوزع الشتائم باللغة البرازيلية في محاولة لثنينا عن إنزال الغامدي، ولكننا أصررنا على الغامدي الذي وفق وحسم لقاء الذهاب، وكذلك استطاع أن يفعل ذات الشيء في الإياب، وهو ما يدل على أن اللاعب يملك إمكانيات كبيرة". وعن نايف هزازي، أكد محضار أنه ابن النادي كما هو الحال مع الغامدي، إلا أنه نبه على احترام عمله كلاعب محترف، مضيفاً "تشابك هزازي مع أحد زملائه وتلفظه على المدرب جعلانا نستبعده من مباراة الذهاب، وأنا أقولها بالفم المليان (نحن نخاف الله.. ولن نظلم أحداً.. ولن يشارك إلا اللاعب الجاهز الذي سيعطي الفريق في الملعب بغض النظر عن الأسماء)". وختم محضار موجها حديثه للغامدي قائلا "أسأل الله أن يحميه من الإصابات ومن رفقاء السوء والغرور، وأؤكد له أن الطريق ما زال أمامه، وعليه أن يقدم كل ما لديه، وأن يبذل الغالي والرخيص للتمسك بفرصته، وأن يطور فكره الاحترافي للاستمرار في الملاعب أطول فترة ممكنة".