في تكرار لما حدث ذهاباً، أدت الفرق الثمانية مبارياتها في ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، فواصل الشباب والأهلي تأكيد تأهلهما بتحقيق فوزين على الرائد والنصر، ونجح الاتحاد كثيراً من المباراة الأولى، واصطاد الهلال في الرمق الأخير بهدف التعادل، واستفاد الفتح من ضياع الفرص الخطيرة للاتفاق وباغته بهدفين سريعين أبطلا حظوظه في المنافسة. برونو أفسد التحولات نجح محترف الأهلي برونو سيزار في إخماد فورة حماس لاعبي النصر بعد تقدمهم إياباً بهدف محمد السهلاوي، وباغتهم بكرة ثابتة مع الدقيقة ال37 هزت شباك عبدالله العنزي. وكان توقيت هدف النصر ملائماً للفريق لأنه سجل قبل انتقاله لغرف تبديل الملابس ب10 دقائق، وهو زمن كان كفيلاً بدفعهم للتعزيز بهدف ثان ربما شكل نقطة تحول في مسيرة المباراة، إلا أن سيزار أربك الحسابات لمصلحة فريقه. وكما هو متوقع اندفع لاعبو النصر منذ بداية الشوط الثاني بأمل تسجيل هدفين على الأقل للبقاء في أجواء المنافسة، إلا أن عماد الحوسني زاد معاناتهم مع الدقيقة ال67 وهو يضيف الهدف الثاني، ثم أعلن زميله الكولومبي بالومينو تأهل فريقه الأهلي بتسجيله الهدف الثالث مع الدقيقة ال71 لتتحول المباراة في الدقائق المتبقية إلى تحركات عشوائية دون فائدة تذكر. الشباب.. والهدوء لم يجد فريق الشباب مقاومة تذكر خلال لقائه الرائد، وبحث عن أبسط الحلول لتجاوز المباراة دون بذل جهد كبير قبل مباراة الغرافة في دوري أبطال آسيا، ورغم تأخر الفريق بالتسجيل حتى الدقيقة ال41 بواسطة سعيد الدوسري، إلا أن توقيت الهدف كان له أثر كبير في الهبوط برتم المباراة، حتى جاءت الدقيقة 69 لتؤكد تأهل الشباب وتمنح برودوم فرصة مميزة بأن يستمر في إراحة لاعبيه، ومنح البدلاء فرصة المشاركة بعد أن حقق الفريق مكاسب عدة في هذه المباراة، سواء بعدم بذل جهد كبير، إضافة لاستمرار البدلاء في المشاركة وتقديم أنفسهم بشكل جيد. زلاتكو لم يستوعب المرتدات سقط فريق الهلال للمرة الثانية وبنفس اللاعب ونفس التوقيت، حيث استمر على فتح اللعب وعدم الحذر من الدقائق ال10 الأخيرة من المباراة، وهذا ما استغله لاعبو الاتحاد كثيراً سواء في الضغط على مدافعي ووسط الهلال، أو من خلال استخدام المهارة والسرعة في الفراغات المتوفرة في ملعب الهلال الذي بالغ كثيراً في الهجوم رغم تحصله على أهم مخططاته بتسجيل نواف العابد هدف التقدم في وقت مبكر (الدقيقة 8)، لذلك ومع تباعد خطوط الهلال ومعاناة البعض من لاعبيه من الإعياء نتيجة الجهد الكبير المبذول طوال وقت المباراة جاءت الدقيقة 81 لتعلن عن نجاح لاعبي الاتحاد ومن خلفهم المدرب بينات في استغلال أي خطأ وبالذات في عمق الدفاع ليسجل عبدالرحمن الغامدي هدف التأهل مستغلاً ارتباك قلبي دفاع الهلال، ولم يسعف الوقت المتبقي لاعبي الهلال إثر تضييق المساحات التي يجيدها لاعبو الاتحاد في ملعبهم. ضياع الفرص رغم دخول لاعبي الاتفاق مواجهتهم أمام الفتح بعدة فرص إلا أن هذه الفرص تضاعفت كثيراً مع هدف عبدالله الدوسري بمرور الدقيقة 43 في وقت يعد هاماً لمدربي الفرق، وبعكسه يأتي على فريق الفتح، ولم يتنبه لاعبو الاتفاق إلى أن تضييع الفرص الخطيرة على مرمى الفتح قد يأتي عقابه بتسجيل الفتح، وهذا ما حدث في هدف حمدان الحمدان مع الدقيقة 70. هذا الهدف كان وقعه سلبياً على لاعبي الاتفاق أيضاً ومكن الفتح من استغلال هذه الوضعية المتوترة وأضاف الحمدان هدفه الثاني بعد 4 دقائق فقط. حال الإحباط والارتباك الذي سيطر على لاعبي الاتفاق لم يسعفهم لاستغلال الوقت المتبقي من المباراة، وكانت النهاية خروجهم من البطولة نتيجة فقدانهم التركيز والحذر في الوقت الذي كانت لهم السيطرة.