كما كان متوقعاً لمباريات هذه الجولة واصل فريقا الهلال والاتحاد مطاردتهما لبعضهما نحو الصدارة، وتمكن الهلال من الفوز على الاتفاق بهدفين من دون مقابل، والوحدة خسرت من الاتحاد بثلاثة أهداف في مقابل هدف وحيد، وعزز الأهلي موقعه خلفهما في سلم الترتيب، عقب فوز على ضيفه فريق الرائد بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، وحافظ فريق الشباب على حظوظه بالحضور ضمن مربع الأوائل عقب فوز على منافسه في هذا المركز فريق النصر بهدفين في مقابل هدف، ويعتبر فريق نجران من أكثر المستفيدين من نتائج هذه الجولة، عقب ابتعاده الرسمي عن شبح الهبوط لأندية الدرجة الأولى بفوزه على الوطني بهدفين في مقابل هدف، ولم تحمل مباراة أبها وضيفه فريق الحزم أي ملامح فنية تذكر وانتهت المباراة سلبية. فوز هلالي من دون مقاومة الانتصار الذي حققه فريق الهلال على ضيفه فريق الاتفاق بهدفين دون رد جاء من دون مقاومة تذكر من لاعبي الاتفاق، الذين اكتفوا بمتابعة ما يقدمه لاعبو الهلال على أرض الملعب، فلا الرقابة لأهم مفاتيح اللعب الهلالي حاضرة، ولا اللعب وفق الإمكانات والظروف حاصل مع شوطي المباراة، عكس فريق الهلال الذي بحث من الدقيقة الأولى عن هز شباك الاتفاق، وطبق مبدأ التنويع في بناء الهجمة، فتارة تنطلق من الجهة اليسرى الحاضر فيها طارق التائب، وتنتقل في مناسبات أخرى صوب السويدي ويلهامسون، خلاف العرضيات والتمريرات البينية للهداف ياسر القحطاني، وقد استغل لاعبو الهلال وخصوصاً التائب والقحطاني وويلهامسون وسول غياب الرقابة الصارمة من مدافعي ولاعبي المحور في الفريق الاتفاقي، وهذا ما غيّب أي خطورة على مرمى الدعيع، بالذات أن لاعبي الهلال عاشوا وضعاً هجومياً طوال المباراة، وهذه الوضعية الخطرة لم يتنبه لها مدرب ولاعبو الاتفاق، وتاه الفريق طوال شوطي المباراة، وتحسب للاعبي الهلال الجدية والتصميم على كسب المباراة بتنويع طرق بناء الهجمات على مرمى الاتفاق. «الاسترخاء» كاد يكلّف الاتحاد الهدف المبكر لفريق الاتحاد من أقدام هدافه هشام بوشروان قد يكون أهم الأسباب التي جعلت لاعبو الفريق وبشكل تدريجي يفتقدون إلى التركيز مع أحداث المباراة، وقد يكون لوضعية فريق الوحدة قبل هذه المباراة دور في أن يتحول اللعب الاتحادي لاجتهادات فردية في غالبية دقائق المباراة، وهذا ما سمح لمهاجمي الوحدة بالاستفادة من هذه الوضعية غير الجيدة لوسط ودفاع الاتحاد، وكادوا أن يخطفون هدفاً من الشوط الأول، خصوصاً في كرات أمير العكروت المرتدة، إلا أن توقيت الهدف الثاني كان نقطة تحول كبرى للفريق، ومن خلال هذا الهدف لم يكن لهدف الوحدة تبعات مكلفة على رغم تبقي 18 دقيقة من المباراة، بالذات أن هذا الهدف من المحياني جاء بمثابة جرس الخطر الذي جعل لاعبي الاتحاد يعيدون توازنهم ويغلقوا مساحات ملعبهم، وهذا ما حقق لهم النجاح في شقين الأول المحافظة على نتيجة تقدمهم، والشق الثاني هو إضافة هدف ثالث يكون نقطة الاطمئنان على النتيجة، حتى وإن جاء مع آخر دقيقة من المباراة، إلا أنه ترك الأمل كبيراً بأن يدخل الاتحاد مباراته المصيرية مع الهلال بفرصتي التعادل أو الفوز. الشباب اكتفى باثنين فرض فريق الشباب شخصيته الفنية على فريق النصر منذ دقائق المباراة الأولى، وأجبر لاعبي النصر على التقوقع داخل مناطقهم الدفاعية معظم وقت المباراة، لذلك كانت الخطورة دائمة على مرمى خالد راضي، وتحصل على إثرها فريق الشباب على فرص خطرة ولم يوفق اللاعبون إلا في تسجيل هدفين، ويعتبر وسط فريق الشباب أهم مفاتيح التفوق التي رجحت كفة الشباب بنسبة كبيرة على فريق النصر، في ظل وجود الرباعي أحمد وعبده عطيف، والبرازيليين كماتشو وبوفيو، وإن كان الأخير أقلهم عطاء وانسجاماً، وفي الجهة المقابلة كان الخلل كبيراً في عمق الوسط والدفاع النصراوي، لذلك كثرت المساحات وتداخل اللاعبون في أدوار بعضهم بعضاً، وهذا ما غيب دور «الليبرو» أو قائد الدفاع للفريق، وأصبحت المنطقة خلف المحورين يوسف الموينع وحسام غالي منطقة بناء الهجمات الشبابية، ولم تسلم أطراف الملعب من النقد، خصوصاً أن ظهيري الجنب في الشباب حسن معاذ وعبدالله شهيل كانا موجودين طوال شوطي المباراة، وتمكنا من صناعة عدد من الفرص الخطرة، أو في التسديد القوي على مرمى النصر كما كان يفعل حسن معاذ، وقياساً بما جرى وحدث في هذه المباراة تعتبر نتيجة الفوز الشبابي منطقية، وإن كان النصر قلص نتيجة الهدفين، إلا أن الوقت المتبقي لم يسعف الفريق لتعديل النتيجة أو القيام برد فعل قد يجلب هدفاً ثانياً عقب هدف عبدالرحمن البيشي. الأهلي نجا من الثقة المفرطة الثقة الزائدة في الفوز التي لعب بها لاعبو الأهلي في مباراتهم أمام الرائد كادت تعصف بآمال الفريق وتعطل مسيرته في سلم الترتيب، إلا أن ظروف المباراة خدمته في العودة لتعديل النتيجة ومن ثم تحقيق نتيجة الفوز بثلاثة أهداف في مقابل هدفين، ويعاني الأهلي من البطء في التحول من الدفاع إلى الهجوم، ويبالغ لاعبوه في بناء الهجمة عن طريق التمريرات القصيرة والعرضية، هذا الأسلوب الذي مكن لاعبي الرائد من العودة لصفوفهم الدفاعية وتنظيم أنفسهم بشكل أفضل، ومن أهم الظروف التي خدمت فريق الأهلي حال الرائد قبل هذه المباراة وبحثه عن النقاط الثلاث كي ينجو من مخاطر الهبوط، لذلك كانت هناك مساحات متوافرة في وسط ودفاع فريق الرائد، إلا أن الأهلي لم يستغل هذه الوضعية إلا مع الشوط الثاني، بل وفي الوقت الذي استفز فيه اللاعبون من تقدم الرائد بهدفين مع الدقيقة (48). نجران والحضور الرائع الهدوء والحذر قادا نجران للفوز على الوطني المحمل بهموم الخطر من الهبوط لأندية الدرجة الأولى، حتى أصبحت هذه المباراة أحد أهم خيوط أمل البقاء، ولم يكن فريق الوطني بصورة فنية تسمح له بالفوز على نجران بين جماهيره وعلى أرضه، وتعتبر الدقيقة (29) هي نقطة تحول في المباراة، الدقيقة التي حملت لاعبي الوطني هماً جديداً في البحث عن التعادل، وكانت للاعبي نجران دفعة معنوية كبيرة كي يحاولوا قتل رتم المباراة ومن ثم مفاجأة لاعبي الوطني بكرات مرتدة في ظل غياب التركيز لدى منافسهم، وبالفعل كانت الدقيقة (72) هي المثال الحي على حال لاعبي الوطني المتواضعة، وهو ما سمح للمخضرم الحسن اليامي بالتلاعب بكامل دفاع الوطني وتسجيله الهدف الثاني، هدف الاطمئنان وهدف الضربة القاضية للاعبي الوطني.