اعرف نفسك وانطلق في زحمة الحياة الكبيرة، هنالك كثير منا يعيش دون أهداف، يمضي فاقدا المصباح، يركض كثيرا دون شعور، ويلهث مليا في الزوايا، وعندما يستفيق يجد أنه أمضى كثيرا من حياته دون هدف أو نجاح. هكذا حال الناس دائما يكثرون من الركض دون أن يواجهوا أنفسهم لماذا يركضون، وإلى أي هدف يسعون، وما هي الغاية التي يبتغون. وقبل ذلك يطرح سؤال آخر هل هم يعرفون أنفسهم، لأن معرفة النفس هي الانطلاقة نحو الحياة الهانئة. يقول الله في كتابه العزيز (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) ولو لم تكن معرفة النفس من الأهمية بمكان لما ذكرها الله في القرآن الكريم. ويحضرني هنا تصنيف الخليل بن أحمد للناس، رجل يدري ويدري أنه يدري هذا عالم فسألوه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري هذا ناس فذكروه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فهذا جاهل فعلموه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري وهذا فاسق فاحذروه. ولكي تنطلق نحو أهدافك فعليك أن تدري بنفسك، وتعرف مكامن توهج طاقتك، وبعد ذلك تحدد أهدافك وأولوياتك، وبعدها تركض للحياة. حكمة المقال: "لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها".