في الوقت الذي تواصل فيه جهات الاختصاص صرف كميات كبيرة من مختلف أنواع "المعقمات" الطبية على جميع المستشفيات، ومراكز الرعاية الصحية الأولية في مدن وقرى وهجر محافظة الأحساء، للوقاية من فيروس كورونا الجديد الذي ظهر في المحافظة، نفى المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الدكتور خالد المرغلاني ل"الوطن" معرفة كيفية وصول "الفيروس" إلى المحافظة، مشيرا إلى أنه حتى عصر أمس لم تسجل أي حالات جديدة، وأن الحالات الست المصابة تحت المراقبة، وتخضع للعلاج. وردا على استفسار حول إمكانية توفير أجهزة تحليل للكشف عن الفيروس في الأحساء اختصاراً للجهد والوقت، قال مرغلاني إن في المملكة مختبرا واحدا لإجراء تحاليل الكشف عن هذا الفيروس، وتتوفر به أجهزة دقيقة وعالية التجهيز. وكشف عاملون في مستشفيات بالمحافظة أنه تزامنا مع تسجيل أولى حالات الإصابة، وردت اتصالات متكررة من صحة الأحساء، تلزم المستشفيات بسرعة استلام "المعقمات" وتوزيعها بشكل عاجل على المكاتب الإدارية، والأقسام، والعيادات، وفي الممرات، لضمان تغطية المستشفى كاملاً، واصفين وصول تلك الكميات الكبيرة من المعقمات إلى المستشفيات ب"الملفت للنظر"، حيث تعددت أنواعها، فكان منها المكتبي والأرضي، ورشاشات الأجواء، ومعقمات الأيدي، مما يشير إلى حالة استنفار لخلق بيئة صحية نظيفة ومعقمة داخل المنشآت الصحية. وأضاف العاملون أنهم حينئذ لم يكونوا على دراية بظروف انتشار الفيروس، وبعد أيام قليلة تسربت أنباء في الأوساط الطبية عن تسجيل حالات الاشتباه بالفيروس، في إشارة منهم إلى ربط صرف المعقمات، وتسجيل أولى حالات الاشتباه، ومن ثم الإصابة. وفي السياق ذاته، انتابت حالة من الذعر والقلق أوساط المجتمع الأحسائي مع تزايد أعداد المصابين بالفيروس، حيث عزف الكثيرون عن التوجه إلى المستشفيات بغرض العلاج، أو زيارة المرضى المنومين. وأرجع مواطنون أسباب انتشار القلق إلى الغموض الذي يكتنف بيانات وزارة الصحة، ونقص المعلومات، والتي كان من أهمها تحديد الموقع الموبوء وإغلاقه، لافتين إلى أن تلك المخاوف لم تقتصر على المستشفيات، حيث امتدت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وأضافوا أن البيانات التي أعلنت عنها الوزارة، أشارت إلى أن الأحساء، بها أكثر من "ثلث" المصابين على مستوى العالم في أقل من أسبوع، وهي نسبة خطيرة جداً. في الوقت ذاته، نظمت وزارة الصحة أمس مؤتمرا صحفيا أكدت فيه محدودية انتشار فيروس كورونا، وأوضحت أن عدد الإصابات التي تم تسجيلها حتى أمس 13 حالة في مستشفى واحد بالمنطقة الشرقية في محافظة الأحساء، وأن جميع المصابين من السعوديين، مشيرة إلى أن الحالات المكتشفة حديثا تم تسجيلها على مستوى العالم في كل من قطر والإمارات والأردن وبريطانيا. وأكد نائب وزير الصحة للشؤون الصحية الدكتور منصور الحواسي أن وزارته حرصت منذ اكتشاف أول حالة إصابة بالفيروس على العمل المنهجي والعلمي المدروس، من خلال التواصل مع الهيئات العلمية والمتخصصين في العالم وفي المملكة. من جهته، أوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة الدكتور زياد ميمش أن أول حالة سجلت كانت في يونيو من عام 2012، وفي سبتمبر من نفس العام تم اكتشاف الفيروس الجديد، فيما تم تشخيص هذا المرض في 30 حالة على مستوى العالم حتى الآن، ظهرت في بعض الدول كقطر، والإمارات، والأردن، وبريطانيا. وأضاف أن الوزارة سجلت خلال الأيام العشر الماضية حالات التهاب رئوي في المنطقة الشرقية، وتحديدا في محافظة الأحساء، فتم إرسال فريق متكامل لدعم المنطقة، ومراجعة جميع الحالات الموجودة فيها، وتم اكتشاف 13 حالة توفي منها 7 أشخاص، جميعها مرتبطة بمستشفى واحد، حيث كانت تعالج فيه، أو من المخالطين لأشخاص كانوا في المستشفى ذاته. ولفت الدكتور ميمش إلى أن الوضع بصفة عامة مطمئن، مشيرا إلى وجود خمس حالات من المخالطين تحت الفحص، وأن وضعهم مستقر. وأوضحت مدير مكافحة العدوى، وأستاذ مشارك في جامعة الملك سعود في الحرس الوطني الدكتورة حنان بلخي أن تحديد أسباب الفيروس في الوقت الحالي لا يزال مبكرا، لأن الفيروس مستجد ومستحدث والمعلومات عنه غير كافية، مشيرة إلى أن الدراسات العلمية الخاصة بذلك قد تحتاج من عامين إلى ثلاثة. وفي السياق ذاته، أوضح استشاري الأمراض المعدية بوزارة الدفاع الدكتور علي البراك أن الحالات المصابة محدودة جدا ومحصورة في مكان واحد، وتحت السيطرة حاليا، مبينا أن الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس الذين لهم تاريخ مرضي لبعض الأمراض المزمنة كالأزمات الصدرية، والفشل الكلوي، وغيرهما، مشيرا إلى أنه لا يوجد حتى الآن لقاح محدد للفيروس على مستوى العالم. فيما بيّن استشاري الأمراض المعدية من شركة أرامكو الدكتور جعفر آل توفيق أن جميع المرضى الذين تم تسجيلهم في الأحساء لديهم مشاكل صحية وأمراض مزمنة، وتتراوح أعمارهم من 24 إلى 94 عاما.