شهدت الرياضة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- نقلة نوعية كبيرة تمثلت في انتخابات الاتحاد السعودي لكرة القدم والجمعية العمومية بنسبة 100% وفق أنظمة الاتحاد الدولي (الفيفا) عقب أن سبقتها موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الانتخابات بنسبة 50٪ من أعضاء الاتحاد عندما كان وليا للعهد. ففي يوم الجمعة الموافق 13 /11 /1433 اكتمل نصاب أول جمعية عمومية منتخبة لاتحاد القدم لأول مرة حينما أعلن رئيس اللجنة العامة لانتخابات اتحاد كرة القدم الدكتور هادي اليامي، اكتمال الجمعية المكونة من 63 عضوا، شملت الأندية الممتازة والدرجات الأولى والثانية والثالثة والحكام والمدربين واللاعبين المحترفين والهواة وذوي الخبرة ورابطة دوري المحترفين وسط قبول جميع المترشحين دون اعتراض أو طعن. وفي السادس من صفر للعام الحالي، انتخب أحمد عيد الحربي رئيسا للاتحاد السعودي لكرة القدم لمدة أربع سنوات حتى يناير 2017، بعد أن تغلب في جولة الإعادة الثانية للانتخابات على منافسه في كرسي الرئاسة خالد محمد المعمر بنتيجة 32 /30 صوتا. وكانت الجولة الأولى، شهدت تفوق عيد ب32 صوتا مقابل 29 للمعمر، وتم استبعاد ورقة أحد الأعضاء، كونه اختار المرشحين معا، وغاب العضو محيي الدين عبدالفتاح ناظر ليصبح عدد المصوتين 61، غير أن اللائحة تنص على أن الفائز بالمنصب لا بد أن يستحوذ على ثلثي أصوات الناخبين، أما إذا كانت الأصوات أقل لأحدهما ولو بصوت واحد عن الثلثين، أي أقل من 42 من أصل 63، فيعاد الاقتراع ويكسب بنظام 51%، أي بفارق صوت واحد حسب عدد المشاركين في التصويت وهو ما حدث في الجولة الثانية. وكانت الانتخابات خضعت لرقابة (الفيفا) بواسطة بريمو كورفادو الذي وصف الانتخابات حينها بأنها لحظة تاريخية تشهدها كرة القدم في السعودية، مشيدا بنجاح خطة التصويت دون وجود أي ملاحظات. وأبان رئيس اللجنة الإعلامية بالاتحاد السعودي لكرة القدم محمد القدادي أن الانتخابات الرياضية تعد نقلة نوعية ذات أبعاد إيجابية في مسيرة كرة القدم السعودية، مشددا على أن إشادة الاتحاد الدولي لكرة القدم بمسيرة الانتخابات ونجاحها بكل المقاييس دلالة على أن الرياضة السعودية تسير بشكل صحيح، وتقف خلفها شخصيات رياضية تستحق منحها الفرص لإثبات وجودها للنهوض بكرة القدم السعودية وتنميتها رياضيا وماليا. من جانبه، أكد رئيس اللجنة العامة لانتخابات كرة القدم السعودية الدكتور هادي اليامي في حديث ل"وطن" عقب انتهائها بوقت وجيز، "في الحقيقة شكل ديسمبر من العام الماضي تحولا تاريخيا في التاريخ الرياضي السعودي، فقد استثمرت القيادة الرياضية المناخ التطويري في المملكة بالمسارعة إلى إجراء أول انتخابات متكاملة للاتحاد السعودي لكرة القدم حيث اللعبة الشعبية التي تمثل بلا شك محط أنظار شريحة الشباب الذي يعول عليه في صناعة المستقبل". وأضاف إن "اللافت في الأمر ذلك النجاح الكبير لهذة العملية الانتخابية وبسلاسة غير مسبوقة، حيث أتيحت الفرصة لجميع أطراف لعبة كرة القدم للمشاركة في تشكيل الجمعية العمومية للاتحاد السعودي لكرة القدم بالانتخاب تمهيدا لانتخاب أول مجلس إدارة منتخب وفق المعايير العالمية وتطبيقا للنظام الأساسي الذي اعتمد من الاتحاد الدولي (الفيفا). وتابع "بقدر اعتزازي شخصيا بها كوني ترأست اللجنة العامة للانتخابات، كنت مسرورا بالتعاطي الخلاق من قبل الشريحة العريضة والممارسة الديموقراطية في هذه العملية الانتخابية"، مشيرا إلى أن ما ميزها هو القبول الكبير لها والانسجام التام مع العملية الانتخابية والتي عكست وأفرزت القاعدة العريضة القادرة على الانسجام والتعاطي مع أي عمل يعزز تطلعات القيادة الرياضية لتمكين جميع أطراف اللعبة من المشاركة في صنع القرار لتحقيق نوعية في المجال الرياضي عامة وكرة القدم خاصة.