قدم القائد العسكري ومستشار الرئيس لشؤون الأمن والدفاع اللواء الركن علي محسن الأحمر اعتذاراً عن الحروب التي تم شنها ضد المناطق الجنوبية من اليمن عام 1994 والذي يعد أبرز مطالب قوى الحراك الجنوبي. وتوجه الأحمر على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بالاعتذار والأسف للجنوبيين في ذكرى حرب صيف 94 قائلاً "أتوجه شخصياً بالاعتذار والأسف لأهلنا في الجنوب، كما اعتذرنا لكل الأطراف في اليمن عن كل ممارسات النظام السابق من حروب ظالمة، والاعتذار الحقيقي قدمه الشعب اليمني لنفسه حين قام بثورة سلمية قضت على طموحات التوريث التي تسببت في ظلم الكثير من أبناء الشعب اليمني جنوبه وشماله". وأضاف "الوحدة اليمنية ليست المشكلة في بلادنا لمن يظن ذلك، وهي وحدة الدين واللغة والهوية، والإحساس بالوطن والكرامة والائتلاف برغم التعدد والاختلاف". من جهة أخرى استأنف ممثلو الحراك الجنوبي مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني بعد مقاطعتهم لجلسات أول من أمس بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة للحرب الأهلية التي شهدتها البلاد في السابع والعشرين من شهر أبريل من عام 1994 وانتهت باجتياح قوات نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح المناطق الجنوبية من البلاد. وكان عدد من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني قد نظَّموا أمس وقفة احتجاجية رفعوا فيها لافتات إدانة لما وصفوها بأعمال الرق والعبودية في بعض مديريات محافظتي الحديدة وحجة، غرب البلاد، كما ندَّدوا في وقفتهم بالانفلات الأمني الذي تشهده البلاد وإدانة أعمال العنف والاغتيالات التي كان آخرها اغتيال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في حضرموت العميد أحمد محمد عبدالرزاق السبت الماضي. وطالب المحتجون بالعمل على تعزيز حالة الانضباط الأمني وسرعة ضبط منفذي أعمال الاغتيالات وحماية أرواح المواطنين، وتطبيق الأنظمة على الجميع، كما ندَّدوا بحالة الانفلات الأمني التي تشهدها مدن تعز ورداع، جنوب ووسط البلاد توالياً. وكان أمين عام المؤتمر أحمد عوض بن مبارك قد أكد أن انسحاب بعض الأعضاء لن يؤثِّر على سير أعمال المؤتمر، قائلاً إن من أعلن انسحابه سيتم تغييره، مشيراً إلى أنه لا يمكن إبقاء مقاعد شاغرة، لأن ذلك يؤثر على النصاب، خاصة أن المؤتمر مقبل خلال الفترة القادمة على مناقشة قرارات سيكون فيها تصويت ومواقف من مختلف القوى المشاركة. وأكد أن عدة أحزاب ومكوِّنات قامت منذ انطلاق المؤتمر باستبدال عدد من أعضائها الذين تعذر حضورهم، وعددهم 21 عضواً، مشيراً إلى أن الأحزاب التي قامت بذلك هي حزب "التجمع اليمني للإصلاح"، و"التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري"، و"الحزب الاشتراكي اليمني" و"الحراك الجنوبي".