انطلقت الجلسات العلمية بملتقى التنمية البشرية الذي تنظمه كلية الأمير سلطان للسياحة والإدارة بأبها بالتعاون مع مؤسسة "أمهار" لتنظيم المعارض والمؤتمرات بمحاضرة للأكاديمي الجنوب إفريقي الخبير الدولي مايكل جاكسون الذي تحدث باللغة الإنجليزية واقفا ومرفقا حديثه بعرض مرئي عن "تحدي التغيير في عالم الأعمال"، حيث تناول في حديثه الإبداع كأساس للتغيير. وقال إن نجاح عالم الأعمال يعتمد بشكل أساس على التسويق الناجح من خلال التعاطي مع التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها في جميع المجالات، كما أكد في نهاية حديثه على أن التغيير لن يكون فعالا إذا لم يبدأ من الذات. تلتها جلسة ترأسها وكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبدالكريم الحنيني وناقش فيها وكيل وزارة العمل للتخطيط والتطوير الدكتور مفرج الحقباني "إستراتيجية التوظيف في السعودية وعرضا لبرنامج التوظيف الإلكتروني". وقال الحقباني: إن سوق العمل السعودي يعاني الكثير من الاختلالات الهيكلية، حيث إن 83 % من سوق العمل المحلي هو من الوافدين حيث يصلون إلى أكثر من 6 ملايين، وهي مسؤولية وطنية مشتركة وليست وزارة العمل المسؤولة الوحيدة عنها. وأضاف: إن وزارة العمل تنطلق من رؤية واضحة المعالم وفقا لإستراتيجية وافق عليها المقام السامي وأن هناك إلزاما في ظل وجود إستراتيجية واضحة المعالم. واستعرض نظام التوظيف الإلكتروني الموجود على موقع وزارة العمل والذي يؤكد وجود أكثر من 16 ألف باحث عن العمل منهم 13 ألف شاب و3 آلاف فتاة، وشهدت ورقة الحقباني عدة مداخلات بدأها الدكتور حمود أبو طالب، أكد فيها على أهمية ترسيخ إستراتيجية العمل في ذهن المجتمع وإيجاد منظومة وآلية لتطبيقها وأن يكون هناك إستراتيجية للتطبيق حتى لا يتفرق دم هذه الاستراتيجة بين الإدارات الحكومية. كما تساءلت عميدة المركز الجامعي لدراسة الطالبات الدكتورة منى مشيط عن سبل تذليل الصعوبات أمام المرأة السعودية العاملة في القطاع الخاص وتذليل عقبات المواصلات. من جهته طالب عضو مجلس الشورى الدكتور عوض الردادي بتحديد موعد زمني لتنفيذ الاستراتيجية ومراقبة التحويلات إلى خارج المملكة وبتغيير إدارات القطاع الخاص لضمان وجود الشباب السعودي في سوق العمل. وفي أسئلة تخص ذوي الاحتياجات الخاصة طلبوا من إمارة منطقة عسير أن تخصص أرضا لإنشاء ناد للصم وإيجاد كليات للصم والاهتمام بتوظيف الصم وتحديد مواعيد الدوام المناسب لهم. وفي الجلسة الثالثة التي رأستها الدكتورة شنيفاء القرني، قدمت نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات نورة الفايز ورقة بعنوان "التنمية البشرية والتعليم"، استعرضت فيها مشاريع وبرامج وزارة التربية والتعليم ودور المملكة في تعزيز الدور التنموي والإنفاق السخي على تنمية الموارد البشرية. وقالت إن خطة التنمية السادسة والسابعة والثامنة تؤكد جود تطور في مختلف الموارد البشرية وتم تخصيص أكثر من 25% من ميزانية الدولة لهذا الهدف. وأضافت الفايز أن ترتيب المملكة عربيا في مجال التنمية البشرية هو السابع، أما دوليا فوصل 59 وذلك في عامي 2007 و2005. وفي سؤال لوكيل إمارة منطقة عسير المهندس عبدالكريم الحنيني عن نتائج جولات خارجية لبعض اللجان التعليمية ومدى الاستفادة منها، وإمكانية إدخال التربية البدنية في مدارس البنات، قالت الفايز إن هناك العديد من المشاريع بنيت على الاستفادة من تجارب الدول الأخرى، موضحة أن وزارة التعليم العالي ليس لديها معلمات للتربية البدنية. وطالبت بتبني دراسة في هذا الشأن للبنين والبنات وإعداد معلمين ومعلمات للتربية البدنية وإعداد المناهج بما يتفق مع التوجهات العالمية وذلك بما لا يخالف شريعتنا. وعلق الدكتور حمود أبو طالب قائلا: إننا لا نحتاج إلى طالبات يشتركن في الأولمبياد، ولكن نسبة السمنة في الابتدائية والمتوسطة ونسبة هشاشة العظام نتيجة عدم ممارسة الرياضة كبيرة. وأضاف أن لدينا أشياء يجب أن نهتم بها أكثر من المراهنة على الترتيبات العالمية، فماذا أعددنا للمعلمين والمعلمات في القرى خلال 30 سنة. ثم ألقى رئيس مجلس التدريب التقني والمهني بمنطقة عسير الدكتور عبدالله آل مرزوق ورقة تحدث فيها عن التوسع والانتشار الكبير للتدريب التقني والمهني الذي تشهده المملكة حاليا بما في ذلك التدريب التقني والمهني للبنات. كذلك تحدث عن الأدوار الإضافية التي تلعبها المؤسسة في مجال التدريب والتوظيف إضافة إلى دورها الأساسي، ومن هذه الأدوار التدريب في السجون والذي كان له الأثر الإيجابي الكبير في تغيير أوضاع المساجين داخل السجن وخارجه أي بعد خروجهم، من هذه الأدوار أيضا المشاركة في التنظيم الوطني للتدريب المشترك للعاطلين عن العمل. واختتم جلسات أمس اللقاء بورشة حوارية أدارها الدكتور علي شراب وشاركت فيها كل من نائبة وزير التربية والتعليم نورة الفايز والدكتور عبد الله آل مرزوق ومدير مركز السجيني إسماعيل السجيني والشاب عبدالرحمن البشري والشابة فاطمة الألمعي والدكتور حمود أبوطالب. حيث وجه أبوطالب والبشري والألمعي والسجيني نقدا حادا لمستوى التدريب في القطاعات الحكومية ووصفوه ب"العشوائي" وغير المنظم، إضافة إلى "المحسوبيات" التي تجعل الدورات التدريبية تذهب لمن لايستحقها حسب رأي أبوطالب.