يترقب سكان المنطقة الشرقية اليوم ما سيكون عليه الأمر مع ما يحيط بهم من شائعات حول وقوع هزة أرضية، ستشهدها المنطقة على غرار الهزات التي حصلت قبل أسبوعين في ذات اليوم "الثلاثاء"، الأمر الذي قد يدفع بعض الطلاب والطالبات إلى الغياب عن مدارسهم. المتحدث الإعلامي لتعليم الشرقية خالد الحماد أكد ل "الوطن" أهمية عدم الجري وراء الشائعات، وأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية، مشيرا إلى أن الإدارة على اتصال دائم بالدفاع المدني، نافيا وجود تحذيرات من تكرار هزة أرضية أخرى أو احتمالية وقوعها. وعن التدابير المتخذة من قبل الإدارة، أوضح الحماد أن خطط الإخلاء طبقت في كثير من المدارس، وأن ثقافة الإخلاء موجودة ولا شيء يدعو للقلق. فيما اعتبرت الأخصائية النفسية فاطمة العطاوي أن هذه المخاوف طبيعية لوجود سبب حدث بشكل فجائي، وهو الزلزال. وقالت "حدوث هزتين وما تلاهما من أحاديث إعلامية لتوضيح خطورة الأمر، وأن هناك هزات قادمة، وأن مفاعل بوشهر الإيراني سيؤدي إلى دمار يلحق بالدول المحيطة في مثل هذه الظروف أمر طبيعي جدا، فالإنسان يخشى على نفسه ويترقب ما سيحدث". ونفت الأخصائية البيئية بثينة عوض وجود تفسير علمي للعلاقة الزمنية بين الهزتين ووقوع ثالثة في نفس اليوم، مشيرة إلى أن منطقة الخليج العربي تمتاز بقشرة أرضيتها الصلبة الخالية من التصدعات، على عكس الدول الأخرى، مما يعزز عدم التأثر الشديد في المنطقة بهذه الزلازل، مؤكدة أن المباني في السعودية بنيت على مواصفات عالية. وتوقعت بثينة حدوث هزات متلاحقة أقوى وأقرب مما كانت عليه الهزتان، يزيد معها منسوب مياه بحر الخليج، نافية الربط بين سحب كميات كبيرة من البترول وحدوث الهزات الأرضية. إلى ذلك، نفى رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض، المشرف على مركز الدراسات الزلزالية، الدكتور عبدالله العمري، ما يتم تداوله من أن هناك هزة بقوة 10 درجات على مقياس ريختر ستضرب المنطقة، معتبرا أنها شائعة عارية من الصحة ولا تستند إلى مصدر علمي، معللا ذلك بأن صلابة الصخور في المنطقة لا تتحمل أكثر من 7.5 إلى 8 درجات، وأن تصادم الصفيحة العربية بالصفيحة الإيرانية- الروسية تصادم بطيء بمعدل 3 سم بالسنة، ولا ينتج عنه زلازل، كما يحدث في اليابان وتشيلي، مشيرا إلى أن معظم الطاقة الزلزالية استنفدت في الأسبوعين الماضيين في الزلزالين السابقين الكبيرين. من جهته، ذكر مدير الأمن والسلامة بإحدى الشركات في الخبر، زياد اليوسف، أهمية توعية جميع الكادر الوظيفي في كل مؤسسة بكيفية التعامل مع الهزات الأرضية عبر إخلاء المكان باستخدام مخارج الطوارئ والوصول إلى نقطة تجمع واحدة، فيما نفى رئيس قسم علوم الأرض في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران الدكتور عبد العزيز الشيباني صحة ما تردد عن أن زلزالا عنيفا سيضرب منطقة الخليج الأسبوع القادم، ووصف ذلك بالشائعة العارية عن الصحة، وتفتقد إلى المنطق العلمي، موضحا أن ما تم تداوله في شبكات التواصل الاجتماعي ورسائل الجوال من تحذيرات صادرة عما يسمى "وكالة الجيولوجيا الأميركية" تنذر منطقة الخليج بوقوع زلزال ضخم جداً في الفترة ما بين 25 و30 أبريل الجاري بقوة 10 درجات على مقياس ريختر، هو مجرد شائعة، داعيا الجمهور إلى عدم الالتفات إلى هذه الشائعات، وعدم تداولها، والرجوع إلى مصادر معلومات موثوقة كالجهات الحكومية العلمية والمختصين في الجامعات.