أكد مدير عام الشؤون الصحية بجازان الدكتور حمد الأكشم أمس في تصريحات خاصة ل "الوطن" أن بعض المرضى أصبحوا يطلبون من الطبيب أن يوقع على تعهد ألا يصيبهم مكروه أو مضاعفات بخلاف الأعراف الطبية في جميع أنحاء العالم والتي تقول إنه إذا احتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية يوقع على تعهد عدم ممانعة لخطورة الإجراء الجراحي ولا يوجد أي إجراء طبي دون نسبة من الخطورة. وأرجع ذلك التصرف الغريب إلى الهاجس الذي يعيشه الأهالي من الوضع الصحي بالمنطقة وتخوفهم من مراجعة مستشفياتها، وقال مطمئنا إنه لا يمانع أن ينوم أحد أفراد عائلته في مستشفيات المنطقة وبين أنه نوم أمه وأبناءه في مستشفى جازان العام. وبين الدكتور الأكشم أن هناك نقطة غائبة عن بعض الإعلاميين والمواطنين وهي الفرق بين الأخطاء الطبية والمضاعفات، ويجب أن يعرف الجميع أن كل شيء في الطب له مضاعفات وأعراض وأضرار جانبية، وهم يخلطون بين المضاعفات التي تحصل نتيجة الأمراض وبين الأخطاء الطبية، مشيرا إلى أنه لا يستطيع الحكم على الإعلاميين ويقيم سلوكهم كونه غير مختص في الإعلام إلا أن كثرة التأجيج والتصوير لهذه المضاعفات على أنها أخطاء طبية بسبب عدم الإحساس بالمسؤولية واللامبالاة وضعت المواطنين في إشكالية كبيرة جدا، وأصبح المواطن لا يثق في مؤسسات الدولة الصحية من كثرة ما ينشر ويكتب عن هذه المضاعفات بأنها قاتلة ومميتة وأثر ذلك سلباً حتى على العاملين في المجال الصحي. وأوضح أن أزمة "رهام" كما يحلو للبعض تسميتها خطأ طبيا وقع بسبب نقل دم ملوث لها بالإيدز وكان لذلك صدى كبير في المجتمع، وأضاف أنه تعامل مع الموضوع بحكم عمله كمسؤول في الصحة لكنه أثر فيه من الناحية النفسية بحكم أنه أب لأطفال مثل "رهام" وهي طفلة بريئة ليس لها ذنب وقدر الله أن يحصل لها ذلك. الواقع الصحي وعما إذا كان قد فكر في الاستقالة بعد الأحداث المتتالية في الفترة الماضية، قال إنه إذا نوى التقدم بالإعفاء من منصبه فسيذهب في صمت ولن يشهر بنفسه، وذلك متى ما رأى أنه لا ينفع وعليه أن يذهب، إضافة إلى أن الوزارة متى ترى أن هذا المسؤول لا يصلح فعليها أن تغيره. وأكد الأكشم على ضرورة عمل قراءة حول الواقع الصحي الحالي في المنطقة وهو أن في منطقة جازان والتي يقطنها قرابة 1.365مليون نسمة ومستشفى مرجعي وحيد وهو مستشفى الملك فهد المركزي بالمنطقة يساعده أربعة مستشفيات رئيسة سعتها السريرية ما بين 100-150 سريرا وهي صبيا وجازان وأبوعريش وصامطة، وبقية المستشفيات سعتها 50 سريرا بما نسبة 78% من مستشفيات المنطقة، ومع ذلك فإن الخدمة التي تقدم للناس تكون عن طريق المستشفى المرجعي والمستشفيات الرئيسة إضافة لأن الأهالي ليس لديهم قناعة بالمستشفيات ذات ال50 سريراً، وحتى الممارسون ومن يتم تعيينهم من خارج المملكة أيضا توجد صعوبة في توجيههم لهذه المستشفيات، وذلك لعدم وجود أقسام متخصصة مثل العيادات المركزة بجانب محدودية القوى العاملة، ولذلك عمدت الوزارة إلى استراتيجية لحل هذه المعضلة على مستوى المملكة وليس جازان فقط ولذلك ضخت إلى جازان مشاريع جديدة، لكنها تحتاج إلى سنين لترى النور. واعترف الأكشم بأن هناك مشاكل أدت إلى عدم رضا المواطنين في الخدمات الصحية مثل مشاكل القوى العاملة وبعض التجهيزات وسحب عقود شركات التشغيل. مشاكل مستمرة وأضاف: أنه في ظل تدني أداء بعض شركات الصيانة والنظافة فهناك توجه إلى تشكيل فرق عمل في إدارة الصيانة للإشراف المباشر على الشركات المشغلة. وأوضح مدير صحة جازان أن مشكلة بعض المستشفيات الطرفية مثل "الريث" وبعض المناطق الجبلية هي أن الممارسين الصحيين، وخاصة الأجانب يعانون من نقص أمور كثيرة ولذلك يقدمون استقالاتهم لرفضهم العمل في المستشفيات الطرفية مع تعرضهم لبعض الحوادث، مع وجود خطورة على صحتهم ولذلك يصعب إقناع الأجنبي بالعمل في مثل هذه المناطق. وأكد أن صحة المواطن هي الشغل الشاغل والهم الأول لأمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر وكذلك توفير كل ما يحتاجه المواطن بجوار بيته بدون أن يتكبد عناء السفر أو الانتقال من محافظة لأخرى.