أكد المتحدث الرسمي لفرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة عسير الشيخ عوض الأسمري ل"الوطن"، أن الهيئة تضلع بدور بارز مع الجهات الأمنية للحد من تواجد المجهولين، لافتا إلى أن أبرز المخالفات المرصودة عليهم فيما يتعلق بمهام الهيئة تشمل تصنيع الخمور وترويجها، وبعض الأمور المتعلقة بالسحر والشعوذة . وأشار الأسمري إلى أن الهيئة كثفت خلال الفترة الأخيرة من تواجدها الميداني لاسيما في بعض المواقع الجبلية والنائية التي يكثر بها المخالفون، موضحا: أن المجهولين وتحديدا خلال الأشهر الثلاثة الماضية كثفوا من تصنيع الخمور، ولم تعد العبوات العادية تكفيهم للتوزيع، بل عمدوا إلى إنشاء برك لذلك، ومن بينها تلك التي تم ضبطها في مركز تندحة، وتضم 500 طن من المسكرات و712 قارورة خمر، وتلت ذلك حملات مختلفة في رجال ألمع، وحلبا بالنماص أسفرت عن ضبط الآف العبوات من الخمر الخارجي تقدر قيمتها بملايين الريالات، وإتلاف عدة مصانع بجبال شرق أبها وغربها ومحافظة رجال ألمع، فضلا عن طمر ثلاث برك من الخمور في حلبا شرق النماص، مشيرا إلى أنه تم القبض على عدد من المجهولين في مواقع مختلفة من المنطقة، ويتم تسليمهم للجهات الأمنية وفقا للأنظمة المتبعة في هذا الخصوص. وحول تعامل الهيئة مع ما يسمى ب"الدرباوية" قال الأسمري: شرعت جهات أمنية وتربوية ودعوية في منطقة عسير، في إجراء دراسة للحد من انتشار الدرباوية في المنطقة، وتبصير المجتمع بأضرارها، وذلك بإشراف من مركز مدى للدراسات، لافتا إلى أن فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة رفع تقريرا للإمارة متضمنا بدايات الظاهرة، وحجمها، والمستهدفين، ومخاطرها على الفرد والمجتمع، وسهولة الانسياق وراء القائمين عليها، ليصدر عقب ذلك توجيه من مقام الإمارة لجهات دعوية وأمنية وتربوية، يتضمن بحث أسباب الظاهرة، والحلول العاجلة القابلة للتنفيذ. وأكد الأسمري حرص الهيئة على مد جسور التواصل مع فئات المجتمع، لاسيما الشباب، لافتا إلى أن مسؤولي الهيئة عقدوا مطلع العام الجاري لقاء مع قرابة 100 شاب من شباب المنطقة برعاية مؤسسة الملك خالد الخيرية، وذلك بهدف إذابة الحواجز معهم، والاقتراب من همومهم، والاستماع إلى مطالبهم، وتبني مبادراتهم، لاسيما ما يخص الأسلوب الذي يرغبونه فيما يتعلق بالتوجيه والتواصل، مادام متوافقا مع الدين والمنطق في آن معا. لافتا إلى أن المدير العام للفرع عامر العامر، بحث مع فئات مختلفة من الشباب عددا من الإشكالات التي تعترض طريقهم في التعامل مع الهيئة، وإطلاعهم على المهام المناطة بالهيئة، والعمل على تبصيرهم بأنهم شركاء حقيقيون في صون أخلاقيات المجتمع، وبما يعمل على تنمية المسؤولية الاجتماعية لديهم، فيما امتحدت مداخلات الشباب اللقاء ومبادرة الهيئة لهذه الخطوة التي قد تكون الأولى من نوعها على مستوى المملكة. وأضاف الأسمري: إن اللقاء يجسد تفعيل شراكة الهيئة مع كافة فئات المجتمع ومن أبرزها فئة الشباب، ويأتي في ظل زيادة آواصر العلاقة والتواصل مع أبناء المنطقة، والإفادة من ملحوظاتهم ورؤاهم، في حين أن أبواب الهيئة مشرعة لهم، وصولا إلى تحقيق الأهداف المنشودة ومن أجلها رعاية وصون أخلاق المجتمع.