حمى التحول الإلكتروني لم تكن لتقف عند الأجهزة الحكومية وحسب، بل أخذت في التصاعد، نحو المجتمع المحلي، وحملت طابعاً جديداً هذه المرة، حيث دخل على الخط الإلكتروني ضيف جديد وهو "التموين الغذائي الإلكتروني"، كأول سوبر ماركت أون لاين، على مستوى المملكة والخليج العربي، وهي التجربة التي دشنت هذا الشهر بمدينة جدة، لتشمل العاصمة الرياض في مرحلتها الثانية، من خطة التوسع. إيجابيات عدة يعود تطبيق فكرة "أون لاين الغذائي" إلى بريطانيا، ونقلها إلى المملكة رجل أعمال بريطاني من أصل فلسطيني، يدعى زياد العالول، الذي قاد تجربة مماثلة له في لندن، ولاقت نجاحاً كبيراً في حينها، ما دفعه للتفكير بالعمل عليها في المملكة، حيث يقول "انتقلت للاستثمار الغذائي في المملكة، لوجود أرضية مناسبة للاستثمار، بوجود قوانين واضحة في التعامل المالي، تحفظ حقوق المستثمرين"، معتبرا أن رواج البطاقات الائتمانية في المملكة، التي تعد الأعلى استخداماً في المنطقتين الخليجية والعربية، شجعه كثيرا على الاستثمار في هذا السوق الواسع. منبها إلى فكرة مهمة، وهي أن التسوق الإلكتروني، من شأنه "تخفيف حدة الازدحام التي تشهدها متاجر بيع التموينات الغذائية الكبيرة والمتوسطة، الذي يؤثر على الحالة المرورية بشكل كبير"، معتبرا أن ذلك من شأنه أن "يسمح للعائلة قضاء أوقات تسلية في أماكن الترفيه، حيث لا يحملون همّ التسوق والانتظار طويلاً لدفع المستحقات الشرائية". التسوق الإلكتروني وعن طريقة استقبال طلبات احتياجات الناس التموينية الإلكترونية، قال العالول إنها "تتم عبر الموقع الإلكتروني، حيث يتيح الموقع التسوق بين أكثر من خمسة إلى ستة آلاف صنف غذائي، واحتياج تمويني منزلي. ولحفظ حقوق المستهلكين، فإن الموقع، مجهز بمعلومات تفصيلية عن كل صنف، يحوي: نوع المنتج، بلد التصنيع، المكونات، السعر الأصلي، تاريخ الانتهاء، تاريخ التصنيع، صورة مكبرة للمنتج. ووفقاً لعال ائتمانية. موقع يتيح للمتسوق التنقل بين كافة المنتجات، كما لو أنه يتسوق واقعياً". ويوفر التسوق الإلكتروني خدمة التوصيل أيضا، حتى ولو بعد عشرة أيام. يوضح العالول الفكرة قائلا "يقوم المستهلك بتحديد تاريخ طلب التوصيل، ونحن نوصلها في التاريخ المحدد". البطاقات الائتمانية.. وسيلة الدفع وعن وسيلة الشراء، يوضح العالول أنه واجه مشكلات في بداية التأسيس مع المصارف والبنوك المحلية، برغبته في استصدار بطاقات بنكية خاصة لشركته، كما هو حاصل في بعض الدول الأوروبية، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، لعدم وجود قانون مصرفي يسمح بذلك من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما). ولذا فإن عمليات البيع ستتم فقط عبر بطاقات الائتمان. حال الشارع لكن، كيف سيتفاعل الناس العاديون مع تجربة ال"أون لاين سوبرماركت"، سؤال طرحته "الوطن" على عدد ممن التقتهم، ومنهم المقيم السوداني حسن عبده عبدالرازق، الذي أبان أنه سيتعامل مع فكرة السوبر ماركت أون لاين، بشكل كبير، خاصة أنها لن تجعله يقف طويلاً بصفوف متاجر التموين الكبيرة، معتبرا أنها، "ستخفف عن كاهلي الكثير من الوقت، الذي يمكن أن أقضيه في منافع أخرى تعود عليّ بالفائدة". أما محمد باقلاقل، فقد عبر عن قناعته بالفكرة، وأنه سيقبل على الشراء، اختصاراً لوقته، لأن دوام عمله الطويل غالباً ما يتعارض مع التسوق التمويني التقليدي. وحينما سألناه هل تملك بطاقة ائتمانية لعملية الشراء، أجاب ب"لا، ولكني أحمل بطاقة صراف آلي"، الأمر الذي جعله يتردد في التعامل مع الأون لاين، كونه لا يرغب في استصدار بطاقة ائتمانية.