أجمع عدد من سكان تهامة قحطان، وخاصة المراكز النائية المتاخمة للحدود مع اليمن، على النقص الكبير في الخدمات الصحية المقدمة لهم. وقالوا ل "الوطن" إن تدني مستوى الخدمات الصحية في قراهم دفع بكثير من السكان لمغادرة تهامة قحطان إلى المحافظات والمدن الأخرى بحثاً عن الاستشفاء. وعزا المواطنون هذا الإجراء إلى نقص الكوادر الطبية والمراكز والمستشفيات المؤهلة، الأمرالذي واكبه انتشار بعض الأمراض والأوبئة التي تهدد حياة السكان، ولعل أخطرها ظهور بعض حالات الإصابة بفيروس "الكبد الوبائي"، مؤكدين أن الأوضاع داخل بعض المراكز الصحية في تهامة قحطان غير مقبولة وتتطلب سرعة التدخل من الجهات المعنية لتطويرها. وأشار عضو المجلس المحلي بمحافظة ظهران الجنوب، مغلفق أحمد آل مفتاح، إلى أن الخدمات الصحية في تهامة قحطان غير مناسبة، خصوصاً في البقعة والغايل والقرى التي لا توجد بها مراكز صحية، مثل وادي "قاعة" و"المسنى"، لافتا إلى تفشي مرض الكبد الوبائي بشتى تصنيفاته، في ظل غياب التوعية وضعف الإمكانات الصحية. وبين أن مركز الغايل سجل وحده خلال الفترة الأخيرة ظهور 15 حالة كبد وبائي، مشدداً على أن الحاجة باتت ماسة لتشغيل المختبر بمركز الغايل، إضافة إلى قسم الأشعة. وقال إن الفريق الصحي الذي قدم من قطاع ظهران الجنوب الصحي لم يقدم شيئاً سوى أخذ بعض العينات، دون أن يقدم التوعية الصحية اللازمة للسكان. وفي نفس السياق، قال علي معيض آل مفتاح وقليل سلمان آل مفتاح، إن المرض يزداد يوماً بعد آخر، والحالات المكتشفة مؤخراً تعطي مؤشراً على سرعة انتشار المرض بين السكان في هذه القرى النائية، مطالبين بفريق طبي لتقييم الحالات وتقديم العلاج والتثقيف الصحي. ومن جانبه، أكد نائب قبيلة "آل محاج" جابر سعيد أن الحاجة باتت ملحة لاهتمام صحة عسير بهم، وتسليط الضوء على هذه القرى الحدودية المعرضة لشتى الأمراض المعدية القادم أكثرها من اليمن، مطالباً بايجاد مركز صحي في "المسنى". إلى ذلك بين الناطق الإعلامي لصحة عسير سعيد النقير ل"الوطن"، أنه تم تكليف فريق طبي من قطاع ظهران الجنوب للوقوف على الوضع الصحي بمركز الغايل، وتم حصر جميع المخالطين. وقام الفريق الطبي بأخذ العينات من المشتبه بإصابتهم بمرض "الالتهاب الكبدي"، لمعرفة مدى انتشار المرض بنطاق خدمات المركز، كما تم عمل استقصاء وبائي وتحويل الحالات المشتبه بها لمستشفى ظهران الجنوب، مع تكثيف التوعية الصحية والتعريف بالمرض وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه.