تحول المشهد في ليلة افتتاح مهرجان تبوك الأول للشعر الخليجي إلى النقيض تماما، فبعد أن كان الإحباط هو المسيطر إثر قرار الإلغاء الذي سبق الافتتاح بساعات، جاء توجيه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة بتنظيم المهرجان، ليتغير المشهد من وجوم إلى فرح، إذ توالت كلمات الشكر والعرفان للوزير على مبادرته، من قبل مسؤولي النادي والمشاركين، فيما فضل رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان عبدالرحمن الحربي أن يكررها ثلاثا بقوله "شكرا معالي الشاعر". وبدأ المهرجان، مساء أول من أمس، بكلمة لرئيس نادي تبوك الأدبي الدكتور نايف الجهني، أعلن فيها استمرار فعاليات المهرجان، وقال: "دار اتصال هاتفي بيني وبين الوزير الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام، وبعد سؤاله عن سبب الإيقاف وإعلامه بتداعيات ذلك وجه بإقامته وقال سأحضر بنفسي إلى المهرجان وسأشارك الشعراء وألقي قصيدة إن شاء الله"، مقدما شكره لأعضاء مجلس الإدارة بالنادي، ورئيس اللجنة المنظمة عبدالرحمن الحربي، الذي بذل جهدا مضاعفا لإنجاح هذا المهرجان. ووصف الدكتور سعيد السريحي قبل انطلاق الأمسية موقف خوجة بأنه انتصار للشعر وللثقافة بعيدا عن الإدارة ومفاهيمها، مؤكدا أن هذه التظاهرة الثقافية لا بد من استمرارها، وقال: "شكرا للحضور المثقفين الذين انتصروا لهذا المهرجان، شكرا لإدارة النادي، شكرا لتبوك بأن جمعتنا على مائدة الفن". وانطلقت الأمسية بتقديم نايف رشدان شعراء الأمسية، وكان أول المشاركين هو الشاعر عبدالله الزيد الذي استهل الأمسية بقصيدتين هما: "قضي الكسف/ التجلي لسيد الأزمنة"، و"حوارية الفيلسوف والشعراء في سوق عكاظ"، إذ استدعى في الأخيرة بعض قصائد الأمير الشاعر خالد الفيصل، تلته الشاعرة الكويتية سعدية مفرح. فيما ألقى الشاعر العماني عبدالله العريمي، عددا من قصائد جاء منها "كنا صغيرين"، و"تهويمات عريمية"، الأولى من الشعر العمودي، والثانية من قصائد التفعيلة، بينما بدأت الشاعرة السعودية هيلدا إسماعيل، مشاركتها ذاكرة أن الجميع نصحها بإلقاء نصوص تفعيلة، لكنها أصرت على قراءة تجربتها النثرية، وفي الجولة الأخيرة ألقى أحمد فقيهي نصوصا منها تجربته القديمة "بكاء تحت خيمة القبيلة"، و"ليل مدجج بالتآويل".