في الوقت الذي توقع فيه وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أمس، زيادة الطلب على الخام السعودي خلال الفترة المقبلة دون تحديد لحجم الزيادة، أوضح المحلل والخبير النفطي الكويتي حجاج بوخضور في تصريح إلى "الوطن" أن الزيادة لن تتجاوز 400 ألف برميل في اليوم. وقال النعيمي على هامش اجتماع في الدوحة أمس إن من المرجح أن يزيد الطلب الخارجي على الخام السعودي في الأشهر القليلة المقبلة. وأضاف أن حجم الزيادة في الطلب "لم يتضح بعد". وأبقت المملكة على الإنتاج دون تغيير عند حوالي 9.05 إلى 9.15 ملايين برميل يوميا في يناير وفبراير، لكن مصادر توقعت انتعاش الصادرات في الربع الثاني بفعل نمو الطلب في آسيا. وقال بوخضور إن القدرات النفطية التي تتمتع بها المملكة تمكنها من إنتاج ضعف ما تنتجه حاليا، لكنها تعمل بين فترة وأخرى على رفع أو خفض الإنتاج لموازنة الأسعار عالميا، من خلال عملها على إبقاء هامش عرض يفوق الطلب بنسب بسيطة. وأضاف أن سياسة المملكة النفطية للعام الجديد في إنتاج النفط ستتضمن زيادة في الإنتاج بكل تأكيد عن عام 2012، كون العالم يشهد نموا كبيرا في الاقتصادات الناشئة التي تستهلك الكثير من النفط، حيث تحقق دول شرق آسيا والهند نمواً في اقتصاداتها يبلغ في بعض الدول 9% سنويا، ما يعني ارتفاع الطلب على النفط حول العالم. ومع استمرار مشاكل ديون أوروبا وزيادة اعتماد الولاياتالمتحدة على إنتاجها النفطي يصبح الطلب الصيني هو المحرك الرئيسي لصادرات الخام السعودية. وانتعش نشاط المصانع الصينية في مارس مما ينبئ بتحسن اقتصادي قوي بما يكفي لاجتياز أي مخاطر قد تنشأ عن تباين أداء الصادرات. واستوردت الصين 1.08 مليون برميل يوميا من الخام السعودي في 2012 بزيادة 7.24% عن 2011 وتتوقع شركة سي.ان.بي.سي التي تديرها الحكومة الصينية ارتفاع صافي الواردات مجددا هذا العام. ولم يستبعد بوخضور أن ترفع الكويت إنتاجها من النفط بمعدل 150 ألف برميل يوميا، كونها تسير على نهج المملكة في عملية الموازنة لأسعار وكميات النفط حول العالم. كما توقع أن ترفع نيجيريا وفنزويلا إنتاجهما أيضا من النفط في حال زاد الطلب العالمي خلال الفترة المقبلة. وتطرق بوخضور إلى الحظر الأوروبي لصادرات النفط الإيراني مبينا أن إيران لديها أسطول بحري للنقل يمكنها من نقل غالبية النفط خارج إيران، مؤكدا أن الحظر الأوروبي لن يجدي ما لم يصدر قرار من الأممالمتحدة يقضي بتفتيش السفن الإيرانية والتأكد من خلوها من النفط، لافتا إلى أن الدول التي تستفيد من النفط الإيراني تتمركز في دول شرق آسيا باعتبارها شريكا تجاريا لإيران من خلال تبادلات تجارية، إضافة إلى أن إيران تعرض نفطها بأسعار أقل من الأسعار العالمية في الأسواق ما يعطي دافعا كبيرا لشراء النفط الإيراني، مشيرا إلى أن إنتاج إيران لن يزيد عن 1.2 مليون و200 ألف برميل يوميا في الوقت الحالي.