أبلغ أمس مندوب إمارة منطقة عسير فواز علي آل مفرح أعضاء اللجنة المكلفة بإغاثة متضرري السيول في تهامة قحطان، انتهاء الأعمال الإغاثية متزامنة مع الوصول إلى أكبر شريحة متضررة في قرى تهامة قحطان كافة شرق مركز الفرشة، واستطاعت اللجنة المكونة من الإمارة، الصحة، المالية، الدفاع المدني، تساندها طائرتا أمن تمت الاستعانة بهما من قاعدة جدة أعمالها في تهامة قحطان لليوم الخامس على التوالي، ورافقت "الوطن" اللجنة على مدى أربعة أيام، متنقلة بين جبالها الشاهقة وأوديتها السحيقة، راصدة معاناة 515 أسرة تم تقديم نحو 600 سلة غذائية لها. إمداد تمكن الدفاع المدني في محافظة سراة عبيدة بقيادة مديرها الرائد سعيد آل محسنة من تقديم الدعم اللوجستي للجنة الإغاثة ولطائرتي الأمن، ووجد آل محسنة يومياً، يساعده الرائد هادي البشري، فيما قام الأخير بالإرشاد إلى المواقع الجديدة، لاسيما أن نظام تحديد المواقع للطائرتين لم يسجل قبلها إحداثيات تلك القرى، ويوجد عدد جيد من الأفراد للمساعدة في التحميل مع معدات وصهريجي ماء تحسباً لأي طارئ قد يحدث للطائرات. واتخذت اللجنة مطل قرية درامة بني بشر، المتاخم للأطراف الشمالية الشرقية لتهامة ليكون منطلقاً لأعمالها الإنسانية بتكليف من أمير المنطقة، وقدمت اللجنة سلالاً غذائية مكونة من السكر، الشاي، الزيت، الأرز، وطحين الدقيق، ولم تتوان وزارة المالية في ضخ مزيد من المؤن متى احتاجت اللجنة إليها، وأبان مندوبها أحمد سعيد البشري، أن لا حدود لعمليات الصرف طالما كان هناك محتاجون، وأن العدد الذي تم توثيقه كان لا يتجاوز ال400 أسرة، لكن مع ظهور حالات جديدة ارتفع رقم المستفيدين ليصل إلى 515 أسرة. رحلات مكوكية ورصدت عدسة "الوطن" في ملتقى وادي بيشة والثافرة طفلا استغل وقتاً مستقطعاً لقائد الطائرة العميد فيصل الحارثي ومساعده النقيب طيار طارق المقاطي. تعليق الدراسة زار مدير مكتب التربية والتعليم بالفرشة مشبب آل مانع مدرسة الحكم بن عمر بالخايع غرب تهامة واطمأن على سير العمل وسلامة المعلمين والطلاب، وبين في حديثه إلى "الوطن" أن من ضمن مدارس البنيين التي باشرت أعمالها مدرسة الواقدي في الثافرة حيث استطاع المعلمون الوصول إلى مدرستهم بصعوبة، مؤكداً أن مدير التعليم الدكتور هشام الوابل يقدر لهم ذلك، وأنه لا تزال هناك مدارس معلقة للدراسة هي أبو حنيفة وعتبة بن غزوان والنواس غرب تهامة وأبو سعيد الخدري والقرطبي بوادي دفا والماوردي بالعطف هذا بالإضافة لمدارس بنات آل مسعود والثافرة وعمس والسبلة والمتيه وسريان وشيبة والعطف وأوضح أنه على تواصل مع الجهات ذات العلاقة لفتح الطرق لاستئناف العمل بأقرب وقت ممكن علما بأن المعلمين الذين يثبتون حضورهم في مكاتب التربية بالفرشة يتم استقبالهم وتقدم لهم البرامج المتاحة من قبل مشرف التدريب علي مشعوف ومشرفة وحدة البنات والمشرفات يقدمن الخدمات اللازمه للمعلمات بوحدة البنات. الصحة رصدت اللجنة ظهور حالات الرمد الربيعي ولكنه أكثر تفشياً في قرية "اللحجة"، ومعاناة بعض القرى من حالات حساسية الصدر والضغط والسكر، إلى ذلك أكد رئيس مركز الفرشة أن الحاجة باتت ماسة لدعم المستشفى بكوادر طبية، وتفعيل غرف العمليات والعناية المركزة، وأن المستشفى يخدم مراكز خشم عنقار، سريان الحيا، الربوعة، كحلا. وفي المقابل حملت "الوطن"هموم وطلبات المواطنين إلى مدير عام الشؤون الصحية في عسير الدكتور إبراهيم الحفظي الذي وجد بعد ظهر أمس في قرية العطف، وباشر عدداً كبيراً من الحالات بنفسه بعد أن تعذر نزول الفريق الطبي نظراً لكثرة عددهم، فأكد أن نصيب منطقة عسير في ميزانية هذا العام 11 مركزاً صحياً، وأن هناك تنسيقاً بين المديرية ومجلس المنطقة وإمارتها وسيكون نصيب تهامة قحطان لا يقل عن مركز واحد وسيخضع مكان تخصيصه لعدد السكان ولرؤية المجلس. معوقات صحية وفي سؤال ل"الوطن"عن حاجة مستشفى الفرشة لطاقم طبي متكامل وغرف عمليات وعناية قصوى أبان الحفظي أنهم يعانون من عزوف الأطباء سواء السعوديون أو المتعاقدون عن العمل في الأماكن النائية أو المستشفيات الصغيرة، وأن ذلك يؤرقهم وأن وزارتي الصحة والمالية بينهما مخاطبات رسمية لوضع حزمة من المحفزات من أهمها بدل عدوى، مناطق جبلية، بدل خطر. الجسر الجوي واصلت الطائرات التابعة للقيادة العامة لطيران الأمن بوزارة الداخلية وللأسبوع الثاني على التوالي تسيير الجسر الجوي الإغاثي لتنفيذ عمليات ومهام الإغاثة في القرى والهجر التي عزلتها السيول إثر الأمطار الغزيرة التي هطلت على منطقة عسير مؤخراً وقال المتحدث الإعلامي لقيادة طيران الأمن بوزارة الداخلية الرائد بندر الثقيل إنه تم تنفيذ عمليات الإغاثة للأسبوع الثاني في تهامة قحطان بمحافظة سراة عبيدة التابعة لمنطقة عسير والقرى القريبة والواقعة على الأودية التي شهدت كثافة أمطار وسيول حاصرت سكان القرى وتسببت في أضرار في الطرق التي يسلكها أهل هذه القرى مما صعب من عملية تنقلهم، وأضاف الرائد الثقيل أنه تم إمدادهم بالمؤن والمستلزمات التموينية الضرورية تصل إلى 100 سلة غذاء متكاملة يومياً ومكونة من مستلزمات الأسرة من أرز وسكر وحليب وزيت وشاي وكذلك تم نقل الفرق الطبية التمريضية لتقديم الرعاية الصحية لهم. وأوضح الثقيل أن طيران الأمن قام بتنفيذ طلعاته الجوية لعمليات الإغاثة بأكثر من عشرين ساعة طيران والمتوقع تجاوزها لهذا الرقم، مشيراً إلى أنه وفي بعض الأحيان ونظراً لتقلبات الطقس وما ينتج عن ذلك من أحوال جوية سيئة تعوق حركة الملاحة فإنه تتم مراعاة أصول السلامة حينها وتجنب الطيران إلى أن تتحسن الظروف ليتم بعدها الإقلاع من جديد ومباشرة تنفيذ المهام، وجدّد الثقيل ما أعلنه القائد العام لطيران الأمن اللواء الطيار محمد الحربي من صدور توجيه وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز باستمرار طائرات القيادة العامة لطيران الأمن في تسيير الجسر الجوي الإغاثي للمناطق والقرى المتضررة من جراء الأمطار والسيول في منطقة عسير ودعم الموقف بطائرات أخرى إذا تطلب الأمر حتى تقوم الجهات المعنية بفتح الطرق من جديد وإعادة الوضع لطبيعته. ورصدت عدسة "الوطن" تحديا بين شابين لمن يصمد منهما أكثر قريباً من الطائرة، وحاولا تغطية وجهيهما بقطعة قماش لمنع الرمل المتطاير بفعل حركة مراوح الطائرة، ولكنهما لم يستطيعا مقاومة الرياح التي طرحتهما بفعل تزايد سرعة المحرك أثناء الإقلاع حيث تم طرحهما أرضا.