رصدت جهات الاختصاص في هيئة الري والصرف في الأحساء أخيرا، تراجعا لعدد محدود من بعض المزارعين عن تطبيق نظام الري الحديث داخل مزارعهم في الواحة، وهو الأمر الذي تطلب تدخلا مباشرا وسريعا من الهيئة لثني المزارعين عن ذلك في المنطقة التي تضم نحو 3 ملايين نخلة، وبوجود نحو 30 ألف حيازة زراعية. من جهتهم أبان مزارعون ل"الوطن" أن تراجع بعض المزارعين في الأحساء عن تطبيق نظم الري الحديث جاء على خلفية ما يعتبرونه ارتفاع تكاليف توريد وتركيب شبكات الري الحديث، وحاجة تلك الشبكات لمضخات مياه كهربائية، وكذلك احتياجها المستمر للصيانة الدورية، ويتولى صيانتها فنيون ومهندسون بأجور مالية مكلفة على المزارعين، وبالأخص في الحيازات الزراعية الصغيرة، وهي ما قد تفوق الإيرادات الإنتاجية للمزرعة من المحاصيل بنسب كبيرة، علاوة على الأعطال المتكررة والمتمثلة في انسداد الرشاشات والأنابيب بمحتويات الري من المواد العالقة والرواسب والأملاح. وأوضح مدير العلاقات العامة للهيئة المتحدث الرسمي فرحان العقيل في تصريح ل"الوطن" أمس، أن جهات الاختصاص في الهيئة قابلت تراجع بعض المزارعين عن تطبيق نظام الري الحديث، بالجهود الإرشادية والتعريف الموسع بفوائد تطبيق نظم الري الحديثة بعمل تطبيقات خلال اليوم الحقلي، وكذلك ربط الخدمات التي تقدمها الهيئة للمزارعين وزيادة سعر شراء التمور الموردة للمصنع في حال تطبيق نظم الري الحديث إلى 5 ريالات للكيلو الواحد، بجانب تقديم الهيئة حافزا سنويا من خلال جائزة التميز الزراعي، والتي تستهدف تشجيع المزارعين لتطبيق نظم الري الحديثة، مبيناً أن إجمالي عدد المزارع المطبقة لأنظمة الري الحديث حالياً بلغ 2131 مزرعة بمساحة إجمالية تصل إلى 15970,5 دونماً، وتشكل 12 % من إجمالي مساحة الواحة. وأكد العقيل أن جهات الاختصاص في مصنع تعبئة التمور التابع للهيئة، لم تسجل حالات تلاعب في إدخال تمور من مزارع غير مطبقة لأنظمة الري بشهادات التطبيق لمزارع أخرى مطبقة لنظام الري الحديث, مشدداً على أن المصنع يطبق نظاما جيدا للتحقق من تطبيق المزارع لأنظمة الري، تحقيقاً لأهداف الدولة في ترشيد المياه، كما أن علاقة الهيئة بالمزارعين الموردين مبنية على الثقة وسهولة الإجراء، ونجد تعاونا كبيرا من المزارعين لإصدار شهادات تطبيق نظم الري وعلى مستوى المملكة في حال التعاون مع المديريات العامة للزراعة في المناطق. وأضاف العقيل في معرض رده على استفسار "الوطن" بخصوص مشاركات الهيئة في المعارض الدولية خلال ال 12 شهراً الماضية، أن الهيئة تشارك وفقا لما يتم التأكد من منفعة المشاركة وعائديتها على طبيعة عمل الهيئة، فقد شاركت الهيئة أخيراً في المعرض الدولي للتمور في الإمارات العربية المتحدة، وكذلك في دولة الكويت، ومهرجان التمور في المغرب، وغيرها من المعارض والمشاركات. وأضاف أن تلك المعارض تحظى بإقبال كبير من الزوار في تلك الدول, وطبيعة مشاركة الهيئة لا تأخذ الطابع التسويقي للتمور، لا في داخل المملكة ولا خارجها، فالجهود التسويقية تتولاها وزارة التجارة ومجلس الغرف التجارية السعودية، وكذلك الشركات والمصانع مباشرة، إنما مشاركة الهيئة غالباً ضمن مظلة وزارة الزراعة للتعريف بالجهود الزراعية والخدمات التي تقدم للمزارعين وجميعها بالطبع يصب في خدمة المنتج المحلي. يذكر أن في واحة الأحساء نحو 3 ملايين نخلة في نحو 30 ألف حيازة زراعية تنتشر في الواحة على مساحة تقدر ب 10آلاف هكتار، وتتجاوز الطاقة الإنتاجية للتمور أكثر من 120 ألف طن من التمور سنوياً، أفضل أصنافها "الخلاص" ثم "الشيشي" و"الرزيز"، يستقبل مصنع تعبئة التمور في الأحساء من المواطنين من مختلف مناطق المملكة 25 ألف طن سنوياً.